راعي غنم
شريف حسن
قالت : أنا أم الوطن؟
قال : الدخان و أخرج ما تبقى في صدره
أنتِ والوطن تُشبهان الدخان
لا شكل لكم وفي آخر الشهوة لا طعم أيضًا
أنا أكره الوطن
وأكره النشيد الوطني
في طابور الصباح
كنت أُردد وحيدًا أغاني البدو
كل الأنبياء رعاة غنم
وأنا راعي الغنم في السماء
سأزور الجنة صباحًا
كي تأكل الغنم
وفي الليل سأذهب للعالم الآخر
واطهو لهم شاه
وأُغني لهم أغاني المدينة الصماء
سيفاجئني والدي في الصباح
ويقول : إننا رحلنا من أقاصي الجنوب إلى هنا
سأبكي طوال اليوم بحثا عن معنى الدخان
وتقول إمي قبل أن تموت في المساء
هنا ولدت وهنا مثلي تموت
سأنظر إلى السحاب الحر
و أقول أنا لا هنا ولا هناك
أنا راعى الغنم في السماء
أحترم واقعية الجاسوس
من لا يثيره الخيال الجاف
و خطوط الطول والعرض
ماذا لو لم يُكتشف سر حسن مصطفى في العيال كبرت
كانت ستسير الأمور خيالية مسرحية
ماذا لو كنت ولدت هناك
أعني هناك بالتحديد
كنت سأخاف من أصدقائي ولا أفهم معني الأغاني
وكنت سأحب فتاة من هنا و أُراسلها
وأحكي لها عن بلدي وجمالها وتاريخ النضال و تسامح شعبها
أنا أكتب بلغة غير لغتي
كي لا يفهم أحد من أنصار الوطن ويتهمني بالخيانة
أنا أكره بلادي
أنا أكره بوتان
قالت : أنا صرتُ دخان مثل الوطن
هكذا تحاول أن تقنع نفسك
بعد ما فشلت في معاشرتي
و اقتنعت أن كل الثورات فاشلة