إعلان

الرئيسية » » شجر التيه والرماديات | يوسف مسلم

شجر التيه والرماديات | يوسف مسلم

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 23 يناير 2015 | 8:51 ص

أعطني القدرةَ حتى أبتسمْ
عندما ينغرسُ الخنجرُ في صدرِ المرحْ
ويدبُ الموتُ، كالقنفذِ، في ظلِّ الجدارْ
حاملاً مبخرةَ الرعبِ لأحداقِ الصغارْ
أعطني القدرةَ حتى لا أموتْ
أمل دنقل

1
العراء

يونان
ثلاث مساءات للتيه
وللظلمة صلاة أخرى،
أوقد لها الشموع
في فم الحوت المسافر؛
يصهرني شهيقه
جبلا ثلجيا يسجد للشمس
فيغرق العالم المحتشد بالأخطاء،
علمني أن ثم للموت شكلا أجملا
          ذلك المسمى بالذبول المباغت
          ذلك الذئب الرابض في برية روحي
لماذا قضمت سحابة النبي؟!!
أكنت جائعا تفتش عن كسرة خبز
ألقاها طفل في وريدي؟!!
أم أنك همجيّ بالعادة
تحفر وجوه الملائكة
بالأحزان المتكررة؟!!

2
الخطأ والرحيل

وحين تشامخت الهلاميات في الحناجر
تحشرج همس الليل
تهدمت البنايات القديمة
تعرى الشجر يزحلق العيال اللاعبين على غصونه
تماما.. تعرف على نفوس قاتليه
يحدثه الرماد مرتجفا عن صورة اللغز المحمى في الخطيئة
أكان مغامرا ؟..
        عاشقا ؟..
          رساما بوهيمياً ؟.. 
....
وليكن.. أعرفه تماما
تصافينا في زمان قديم
تعلمنا البوح بلا خجل
حين مد لسانه يتذوق الجدب
فيستوعب كل مياه الأرض.
أتعلق بالجذور المشعبة فيه
كيلا تبلعني أخاديد روحه
وفي الزحام
أخطأ كل منا الآخر
....
هكذا رأتني الميادين
المستحمة في العوادم
أهرول في عواصم الأرض
أتوسد الزبد على صخور الأشخاص
يتفتح جلدي، قبورا لحفريات خرافية المشهد،
ولا أبالي.

3
 حزن صغير

تضاءل المشهد على صراخ الأشخاص
لماذا أنت؟
هنا أفك عناصرك- ألغازك،
سحابات تظللني.
قدمي تسقط في أثر أسنانك              
وأنت المهاجر برفقة قنديل بحري
موشوم بوجوه الأطفال
... يئن ...
هذه لعنة أطفال الميناء
تحتل معدته الملتفة حولك
أنت زورق يحمل كل أخطاء الكبار
البحر/ ملحمة السراب
أنشودة لصيادي تفاصيلك
أحزن أو لا أحزن
أحزان الله كثيرة
أحزاني أكثر
في تابوت لرأس مقطوع
و حدوة حصان صدئة
أحجبة أمي لا تنفع /
آية الكرسي على الحائط /
ظل النوافذ /
أشباح النيون /
سريران في الغرفة /
وحدي..
لا أصلح للصلاة.

4
تعويذة

الله كبير جدا
قالت أمي:
الله يرانا في كل مكان
أناس أعلم من أمي
يعرفون الله
يرونه يزرع أحلامهم
تفاحا
   وتينا
     وأشجار لوز عملاقة
وفي دولابي
كان ماركس يرقد في سلام.

5
صلاة الذئب

ساكنا ظل توابيت الصحراء المهترئة
لا أنتبه.. الأعاصير تحبسني
في أظافر الروح الشريرة،
معي إبليس، لا أحد سواه،
هذا فصل في دماء المنبوذين
كلاب../
    زنوج../
        شعراء../
كذلك أحاور كهنة زرادشت
صدري معبد لرهبان صغار؛ يصلون
**أناس آخرون يعرفون حدود أنفاسنا، يقتسمون على طاولة القمار ماءنا وخبزنا، وعندما يلملمون ما تناثر من فتات، يبصقون في حلوقنا
... ... ...
صعب أن تتخطى ظلك
فما بالك بالقيد.

6
أيقونة لرماد سكران

ملاحو الفطرة في بلادي
لا شطوط لديهم ولا تيار
ليس ثم بحر يبلع هلوساتهم
يعرفون الريح، إبحار زهرة خبيثة
لنحلة في الرأس
هل لسعتك سذاجتها
أم سقتك عسلا مصفى في الجحيم
انتصب الموت
مشرعا سفنه في عينيك
جلاد /
     جلادان /
            ثلاثة /
الموت صار غيرَ مهم جدا
تأتي بعده
رعشة الأكف البريئة
ستة أطفال يختلسون جوعهم
رماد سكران
يسقط في الخريف
لماذا ترنحت فيك اللذة...؟!
هذا أنا...
عرق الشوارع...
أسيل...
ألتجئ إلى الدراما...
محظوظ من يسمع صوته...
هل تسمع...؟!

7
المقامر

الغز/انقسام الخلايا/طائرات الورق على الأسطح/ إصبع يحتضن بحار العالم /"دائرة الطباشير القوقازية" / قصيدة حمقاء على ثوب سرابيّ النسيج / دغل للنمل الأبيض / فاتحة لكتاب الموتى / أحصنة اليمن الذبيحة / رماد اللذة / منفضة سجائر / عجوز يتسول موته/....../ هكذا قبلت الرهان /........../للمقامرة ناسها / ولي الليل/.......... / تفتقدني حاراته المنسمة بخمرة رديئة/...... / أدركني صديق قديم / عشر سنوات بين الأمس واليوم /.......... / وعلى كرسي معزول بالمقهى / أجلس /...................../   أقيس الوقت بعدد السجائر/.........................../ سيدة تقرأ الشعر بلكنة فرنسية/.............../القصيدة محض رعب يختنق.

8
غناء العجائز

الزمان
قديم جديد
أيها الرجال المنبوذون
فليسخر منكم الخبز
نحن الشيب
هل تعرفون؟!
سيمر عليكم زوار جدد
غبار ترهل من ثقل الوقوف
لأجل العرس
نجتمع نحن العجائز
نغني
مثلكم
نجمع تحت ثيابنا
ملائكة في لون القمر
يصعدون ليلا
يرشون الأرض
برحيق فردوسي
الثياب مثقبة
والعرس أزرق
تقوضه الأبالسة عند الفجر
هل تعرفون
فحيح الذاكرة منهك جدا
والكف طافح بالأسرار
والحزن يانع
حاجز لفارس ثمل
يسائلكم
لماذا كل شاعر
يتيح للموسيقى و النساء
مساحة صغيرة في قلبه
بينما للنار والزيتون
مساحة أكبر
.....؟!!

9
بعد السقوط

في الشارع
أتكئ على رصيف للفقراء
تدهسني ظلال القديسين

مار جرجس /..
.. الحلاج /..
.. السهروردي /..
.. جيفارا /..
.. شهدي /..
دائما أنتم 
تزدحمون بهالات قدسية
         لا أراها

الشارع
مرحاض للساسة
في القرن العشرين
لملائكة مقنعين
يبولون فيه
تلخيصا لتاريخ آدميٍّ..
         .. بالعادة ..

في المسرح
كاليجولا مشنوق في السوفيتا

في المستشفى
الشاعر يختنق بجثث هؤلاء

في القصيدة
الأنبياء أطفال
يتسكعون في أوردة الشاعر
هكذا...
هكذا...
برفقة تاريخ وثني.
**


   أكتوبر- نوفمبر 1999

التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4