إعلان

الرئيسية » » ليل داخلي.. نهار داخلك | ناظم نور الدين

ليل داخلي.. نهار داخلك | ناظم نور الدين

Written By هشام الصباحي on الأحد، 25 يناير 2015 | 5:30 ص


ًأبي كان عرّافا عجوزا
  يتكئ على غيمة
 في عين أمي الصبية
 وكنت أنا نبوءته الوحيدة



أبويا كان راجل عجوز
بيلم موج البحر ف كفوفه
وينفخه بهجة ف وشوش العيال
يتنفسوا بكرة بعنين مبسوطين
وهو كان راجل حزين.. زيي
لكنه عمره ما اتأخر يخبز البهجة للصبايا
أبويا كان صانع البهجة الوحيد ع الأرض
ومن ضهره جيت
وساعتها كان عراف عجوز جدا
بيكره الوحدة 
وبيعشق الحواديت
ومكانش فيه ف رحاب المعجزات غيري
وأمي اللي ماسكة صولجان الحسن
أمي.. اللي من فرط طيبة قلبها
خبت ف عيني الحزن
ومن دموعي رصعت تاج لأميرة مجهولة
وأنا أمي كان اسمها لو يتنطق
بيحن جريان اللبن ف بز الغولة
وكنا ليل داخلي
وكان نهار داخلك

أبويا كان شاعر في بلاط روحه
مع انسجام الإيقاع جواه يميل
مع إنه مكانش بيغني
لكن صوته كان جميل
ورثني إحساسه
لكن جمال صوته كان عصي ع الامتلاك
أبويا كان شباك
وما زال
رغم إنه كان قوال
لكنه كان ساكت
ولما حب الحب ف عنية.. طلقني أغنية
ما تغنيهاش غير بنت مغزولة من الأحلام
وأبويا أصلا كان 
المغني الوحيد للحزن
ومن دموع عينه 
اتشكل في الجنة نهر المزن
وأنا أمي كانت جنة
وأبويا كان أخرس
ولما شافها في الملكوت
من نشوته غنَّا
وكنا ليل داخلي
وكان نهار داخلك

أبويا كان عراف مغني
وأما عني 
فأنا كنت أغنية.. ما تغنيهاش غيرك
وأنتي قاعدة بتحلبي نور القمر
وتكسَّري جواه خبيز الأمنيات
فيشبعوا كل العيال فرحة
ويناموا على كتف النسيم
ما بتشبهيش غيرك
ولا تشبهيش غيرك
لما البنات اتجمعوا للسهر 
كنتي السمر
انتي اللي دايما حاضرة ف حكاوي الغلابة
انتي الحكاية البكر ف كتاب السما
من شعري مكتوبة
وأنا الخاطي الوحيد ف الكون
اللي رغم عشقه للخطية
بيحب سورة التوبة
وكان لصورة التوبة لعنيكي ميت برواز
وأنتي أعز العزاز 
وأحلامي مصلوبة على كتف النخيل طاطى
وبقيتي محبوبة
ضاعت سنين من عمري قبلك ما عديتهاش
لأنها مكانتش محسوبة
أنا بتخلق دلوقت من رحم النبوءة
اللي رآها أبويا يوم ف الحلم
صحي فسماني كما شافني
واداني لوح أردواز
أحلب بزاز الكلمة 
وأعمل من حليبها دُنا
فاتحة دراعاتها للحلم اللي هتجمعنا فيه
شهوتنا لولوج القصيدة البكر
وكنا ليل داخلي
وكان نهار داخلك

يا أيتها البنت التي
بتشبهي أمي
وبتستحمي من شعاع الشمس
وبتحتسي دمي.. شراب الخوخ
أنا الملبوخ قدام عنيكي المعبدين
وانا لا أدين بأي دين قبلك
وكإني مكنتش بنتمي لغيرك
من قبل ما أقابلك
فلتقبليني م العباد الصالحين للحب
ومن المحبين العابدين
أنا البدين.. رغم النحافة المفرطة
لكن بذكرك متطمنة الأحلام دفا
ولتعلمي.. بإني ليكي بنتمي 
وإني ف غاية الاحتياج
وإن كنتي قابلاني كدة على علتي
فأنا أمي لسه معاها تاج
كنا ليل داخلي 
وكان نهار داخلك


وأبويا كان عرّاف عجوز
ومتكي
على غيمة جوة عين أمي الصبية
وكنت أنا نبوءته الوحيدة
وانتي الرسولة المُلهِمة
اللي اصطفيتها من البشر
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4