في حَوْصَلَةِ النَّورَس
تتردَّدُ أنفاسُ النَّحلة،
والنَّخلةُ..
- عند مشارف ضحكتها -
تتهاوَى سِرًّا،
وتساقِطُ – جهْرًا – بهجتَها،
تتلاطم سعفاتٌ في الريح،
وتدرك قدمان
حثيثَ الخطو إذا تاخم لُجَّتَها،
كلُّ نبيٍّ يحمل
عنقودًا وصحائِفَ،
لكنَّ نبيَّةَ هذا الوَيْلِ
ادَّخَرَتْ شلاَّلاً لنحيبِ جنازتِها،
أرَّخَتِ الأحداثَ
بنكهات مواسِمِها
وتحاشتْ أسرارَ التنزيل،
وقَدَّتْ من فِقْهِ اللبؤةِ آيتَها؛
فتقدَّس في الريح
هَبُوبُ شَمُوْمٍ جَلَّلَها،
وتبلَّدتِ الأجروميَّةُ؛
حتى عَقَّ الحرفُ أباه،
وأمسَتْ تغزلُ
من مأساةِ المأزومين طلاسمَها،
باتتْ عند الرَّتق..
تُمسِّد جوفَ الماءِ بأهداب النعناع،
وشوقٌ للريحان يجاوزُ سُدَّتَها
بين مناجاة
ومناغاة
وزئير؛
أضحتْ تُفْرِقُ؛
حتّى عَزَّ اللحنُ،
وشقَّ الريحَ صفيرٌ
أرَّقَ هَدْأتَها..
مأساةُ صفِيَّةَ:
أنْ دخلتْ منزلةَ العُشَّاقِ
وعلَّقَتِ القلبَ
على رُمْحٍ أُمَوِيٍّ
ناسِيَةً أنَّ أبا مُوسَى
قد مات!
كتاب : "بعدد البنات"