كان يبذل مجهودا كبيرا
ليبدوا مرحا
جمع كل بساتين الفل
ليغزل من أفضلها
عقدا يليق بخيبته
احتفظ بملامح عادية
خالية من أي حياة
لكي لا يظل غريبا بين الموتى
ابتسم بقدر ما تمكن من عضلات فكيه
حتى في أشد أيام الحرب
فتل أعصابا من ليف
ليتحمل كل الروائح الكريهة
والعيون المليئة بالمسامير
والروؤس المشوهة
لقطيع من الماعز
الوشم المخيف الذي ملأ كل مليمتر من جسده
لم يثنه عن الشعور بالهزيمة
لم يثنه عن الاستسلام لغوايات الشيخوخة
نظر في المرآة
عثر على ذقنه المرقشة بشعيرات بيضاء
فالتفت:
أيتها الجرذان..الحياة قصيرة!