لستُ أذكرُ شيئًا عن الأمس..
{هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهرِ لم يكن شيئًا مذكورا} سورة الإنسان.
كان بيتي على ضِفَّةِ النَّجْمِ
والرِّيحُ صوتُ نشيدي
وعيناي لا تعرفانِ الطريقَ إلى الأرضِ،
لا تذكرانِ الذي جاء بي للفضاءْ
صاحبتني الطيورُ
وقالت: وجدناكَ
طفلاً بلا أبوينِ يسيرُ على العشبِ
يبكي ضياعَ صبيَّتهِ حين صارت أميرة
فحَمَلْناكَ في الحُلْمِ،
ثم مَنَحْناكَ تاجَ المصيرِ
أنا لستُ أَذكُرُ شيئًا عن الأمسِ
غيرَ مرايا لأفئدةٍ
نِصْفُ تُفَّاحِها عَسَلٌ
والبقايا جَسَارة
وعُلِّمتُ مَنْطِقَ طَيْرِي،
وأُوتِيتُ من كلِّ شيءٍ
وحدَّقْتُ
حتى تَكَشَّفَ لي ما تُسِرُّ النُّجومْ
عادَ لي هُدهُدِي قال:
إني وَجَدْتُ الأميرةَ تملِكُ قَصْرًا من الوردِ
لكنَّ حُرَّاسَهُ كالرُّجومِ،
وَلَنْ تَبْرَحَ القصرَ
حتى تَجِيءَ لها بكتابٍ
بهِ ذكرياتُ الذينَ انْقَضَوْا في الزمانِ
وَحَلُّوا بأرواحِهِمْ في الوجودِ
- ولكنني لستُ أذكرُ شيئًا عن الأمسِ،
مَمْلَكَتي جَوْقَةٌ للتَّجَلِّي
وتحتِي أراضٍ بها أُمَمٌ لا تُغَنِّى
قديمًا على هذه الأرضِ
من قَبْلِ أن تحمِلوني إليكمْ:
رأيتُ الكلامَ خواتمَ فضِّـــيَّةً في عيونِ الصِّغارِ،
وجاء غريبونَ في اللَّيلِ
جيشًا من الرُّعْبِ،
أفئدةً نصفُ تَكْوينِها خَشَبٌ
والبقايا حِجَارَةْ
وَوَحيدًا تَلَفَّتُّ
واخْتَـــــبَأَ الأهلُ في الدُّورِ،
خافوا على ذهَبِ الشَّجَراتِ
ولم يَقْطَعوها حِرابًا
لِتُنْشَبَ في حَنْجَراتِ الأعادي
فَضَلُّوا إلى ذِكرياتِ الشموسِ،
وضاعَ الكتابُ الذي ضَوَّأَتْهُ العيونُ
فصارَ الكلامُ سَرابيلَ
والشعراءُ يقولونَ ما لا يقولونَ
أو يفعلونَ
وغابتْ أميرةُ روحي
وما زلتُ في غُربَتِي عالِقًا في الفضاءِ،
أنا لستُ أذكرُ شيئًا عن الأمسِ
هاجَرَتِ الأرضُ من تحتِ لَيْلِى
لأُغنيةٍ نصفُ أَوْتَارِها صَدَأٌ
والبَقايا تِجارَةْ
عادَ لي هُدْهُدِي قالَ:
إنَّ الأميرةَ تَنْــتَظِرُ الذكرياتِ
الغناءَ
الرَّبابةَ
رُوحَ الكلامِ النَّبيلِ
وأورِدَةَ العاشقينَ القُدامَى
فقلتُ:
أُحاولُ أنْ أتذكَّرَ
لكنَّنِي
غِبْتُ في التِّيهِ
لم أُحْصِ كمْ لَيْلَةٍ بِتُّها فوقَ كُرْسِي دَمْعِي
حتى سَقَطْتُ من الجوِّ مُلقًى أَسًى
بعدما أَكَلَتْ دَابَّةُ الأرضِ مِنْسَأَتِي
{هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهرِ لم يكن شيئًا مذكورا} سورة الإنسان.
كان بيتي على ضِفَّةِ النَّجْمِ
والرِّيحُ صوتُ نشيدي
وعيناي لا تعرفانِ الطريقَ إلى الأرضِ،
لا تذكرانِ الذي جاء بي للفضاءْ
صاحبتني الطيورُ
وقالت: وجدناكَ
طفلاً بلا أبوينِ يسيرُ على العشبِ
يبكي ضياعَ صبيَّتهِ حين صارت أميرة
فحَمَلْناكَ في الحُلْمِ،
ثم مَنَحْناكَ تاجَ المصيرِ
أنا لستُ أَذكُرُ شيئًا عن الأمسِ
غيرَ مرايا لأفئدةٍ
نِصْفُ تُفَّاحِها عَسَلٌ
والبقايا جَسَارة
وعُلِّمتُ مَنْطِقَ طَيْرِي،
وأُوتِيتُ من كلِّ شيءٍ
وحدَّقْتُ
حتى تَكَشَّفَ لي ما تُسِرُّ النُّجومْ
عادَ لي هُدهُدِي قال:
إني وَجَدْتُ الأميرةَ تملِكُ قَصْرًا من الوردِ
لكنَّ حُرَّاسَهُ كالرُّجومِ،
وَلَنْ تَبْرَحَ القصرَ
حتى تَجِيءَ لها بكتابٍ
بهِ ذكرياتُ الذينَ انْقَضَوْا في الزمانِ
وَحَلُّوا بأرواحِهِمْ في الوجودِ
- ولكنني لستُ أذكرُ شيئًا عن الأمسِ،
مَمْلَكَتي جَوْقَةٌ للتَّجَلِّي
وتحتِي أراضٍ بها أُمَمٌ لا تُغَنِّى
قديمًا على هذه الأرضِ
من قَبْلِ أن تحمِلوني إليكمْ:
رأيتُ الكلامَ خواتمَ فضِّـــيَّةً في عيونِ الصِّغارِ،
وجاء غريبونَ في اللَّيلِ
جيشًا من الرُّعْبِ،
أفئدةً نصفُ تَكْوينِها خَشَبٌ
والبقايا حِجَارَةْ
وَوَحيدًا تَلَفَّتُّ
واخْتَـــــبَأَ الأهلُ في الدُّورِ،
خافوا على ذهَبِ الشَّجَراتِ
ولم يَقْطَعوها حِرابًا
لِتُنْشَبَ في حَنْجَراتِ الأعادي
فَضَلُّوا إلى ذِكرياتِ الشموسِ،
وضاعَ الكتابُ الذي ضَوَّأَتْهُ العيونُ
فصارَ الكلامُ سَرابيلَ
والشعراءُ يقولونَ ما لا يقولونَ
أو يفعلونَ
وغابتْ أميرةُ روحي
وما زلتُ في غُربَتِي عالِقًا في الفضاءِ،
أنا لستُ أذكرُ شيئًا عن الأمسِ
هاجَرَتِ الأرضُ من تحتِ لَيْلِى
لأُغنيةٍ نصفُ أَوْتَارِها صَدَأٌ
والبَقايا تِجارَةْ
عادَ لي هُدْهُدِي قالَ:
إنَّ الأميرةَ تَنْــتَظِرُ الذكرياتِ
الغناءَ
الرَّبابةَ
رُوحَ الكلامِ النَّبيلِ
وأورِدَةَ العاشقينَ القُدامَى
فقلتُ:
أُحاولُ أنْ أتذكَّرَ
لكنَّنِي
غِبْتُ في التِّيهِ
لم أُحْصِ كمْ لَيْلَةٍ بِتُّها فوقَ كُرْسِي دَمْعِي
حتى سَقَطْتُ من الجوِّ مُلقًى أَسًى
بعدما أَكَلَتْ دَابَّةُ الأرضِ مِنْسَأَتِي