في كل مساء،
| |
حين تدق الساعة نصف الليل،
| |
وتذوي الأصوات
| |
أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي
| |
و أنادم ظلي فوق الحائط
| |
أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي
| |
أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت
| |
تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت
| |
أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً
| |
يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب
| |
أجدل حبلا من زهوي وضياعي
| |
لأعلقه في سقف الليل الأزرق
| |
أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية
| |
أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.
| |
حين تدق الساعة دقتها الأولى
| |
تبدأ رحلتي الليلية
| |
أتخير ركنا من أركان الأرض الستة
| |
كي أنفذ منه غريباً مجهولاً
| |
يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني
| |
تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان
| |
يتحول جسمي دخان ونداوه
| |
ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة
| |
تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي
| |
أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة
| |
تخفيها تحت سراويل العشاق.
| |
و في أذرعة الأغصان
| |
أتفتت أحياناً موسيقى سحرية
| |
هائمة في أنحاء الوديان
| |
أتحول حين يتم تمامي -زمناً
| |
تتنقل فيه نجوم الليل
| |
تتجول دقات الساعات
| |
كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي
| |
وتخرج منه الشمس اللهبية
| |
وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها
| |
تلقي نوراً يكشف عريي
| |
تتخلع عن عورتي النجمات
| |
أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي،
| |
إذ تنقطع حبالي الليلة
| |
يلقي بي في مخزن عاديات
| |
كي أتأمل بعيون مرتبكة
| |
من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات.
|
الرئيسية »
صلاح عبدالصبور
» رؤيا ..| صلاح عبدالصبور
رؤيا ..| صلاح عبدالصبور
Written By Unknown on الثلاثاء، 8 يوليو 2014 | 1:10 م
0 التعليقات