" نشيد "
لفتاةٍ تفتتحُ القولَ
ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ
إذا عصفتْ بالقلبِ
وأيَّدها الشوقُ
وحدَّدَها المطلقُ
واستُطلقَ محبوسُ البوحِ
فلا روحَ وريحانَ ولا آنَ
سوى تلك اللحظةِ سأغنِّي
وسأبصقُ في وجه التاريخ الكذَّابِ
وأنضمُّ إلى كلِّ مظاهرةٍ يشعلها الإنسانُ
وأستودعُ كلَّ الفقراءِ غنائي وبكائي
ولأمي
حاملةِ لواءِ الماءِ إلى القمحِ
وعاليةِ الصرحِ
أدينُ وأدنو من خطويَ
لأصدِّقَ دعواتِ يديها
فعليها من سعفِ النخلِ
وأشجارِ الصفصافِ
وعيدانِ السمسمِ ما يكفي
وإليها ما اكتَسَبَتْ من مجدٍ روحي
وإلى أصحابي أبوابي
صنَّاعِ المفتاحِ الأطهارِ لصوصِ التِّفاحِ
المُتَبَعِينَ الأتباعِ
وقطَّاعِ الحُرَقِ الموصولةِ
أبناءِ الطرقِ المجهولةِ
وعيالِ الليلِ مواويل الويلِ
وسيلِِ الصحراءِ وخفراءِ الحلمِ
وأسيادِ العالمِ وسلالمَ خلق اللهِ إلى اللهِ
وأفواهِ الأشياءِ وأشلاء النورِ
وسورِ الضعفاء و وصفاءِ الحريةِ
وأصابعَ شهداء الثورةِ في وجهِ العورةِ
وخوازيق الساسةِ والسلطةِ
والبلطةِ في وجه الحكام الدمويينَ
سأرجعُ منصاعًا ومَشَاعًا لسناهم
ولبَركةِ ما تهبُ رؤاهم
و بساحة سيِّدنا الحبِّ
سأقفُ وأتوسلُ للعالمِ أن يمضيَ
ما زالتْ روحي جاهزةً للسعي
وكفي بيضاءَ بلا سوءٍ
وعلى أعرافِ المشهد أبناءٌ
معصومونَ من الحدث يغنونَ
و قلبي قطعة موسيقى
و دمائي نهرٌ من عسلٍ
غافلتُ الجندَ و حاذيتُ الشهداءَ
فسبقوني للخلدِ بأغنيةٍ
وجناحين من النور
وبضعةِ أمتارٍ من طلقة قناصٍ
وبوسعي ما دام العالمُ يتبعني
أن أعبرَ بالناسِ إلى الناسِ
خِفافًا من كل مجنزرةٍ
و بوسعي ما دام الوردُ على الأرضِ بوسعي
أن أخرج حنجرتي
وألوحَّ لجميع الأحياء تعالوا سنغنِّي