حمدي جابر
ثَورَةُ الطِّيْنِ
قُمْ . لَمْ يَــعُـدْ لِلْيَائِـسِــيْـــنَ مَكَانُ ......... فِيْ ثَوْرَتَيْكَ تَنَاصَـــــرَ الإِنْسَانُ
الأرْضُ كَوَّرَهَا الأَسَى واسْتَعْصَمَتْ .... والشَّمْسُ فِيْ كَبِدِ الشَّقِيِّ جِنَانُ
عَيْنَاكَ شَقَّهُمَا الزِّحَامُ وَلَــمْ تَــــزَلْ ......... بَيْنَ الزِّحَامِ مُفَـــرَّدًا تُـــخْــتَـانُ
يَا صَوتَ طِيْنٍ فِـــــيْ الــبَـرِيَّةِ ثَائِـــرٍ ......... مُذْ أَسْكَتُوكَ تَحَــــرَّمَ العِــصْيَانُ
شَفَتَاكَ .. نِصْفٌ بَائِـــسٌ بِحَـنَــانِــهِ ......... والنِّصْفُ مُـــرٌّ خَانَـــهُ التّحْــنَانُ
وَضَّأتَ حَرْفَكَ بالــدِّمَــــاءِ فَلَمْ يَعُــدْ ......... نَزْفُ الحَــنَـايَا يَبْتَغِيْهِ لِـــسَــانُ
قُمْ نَاسِكًا ذَرْعَاهُ إِنْ غُرِسَــــــــا بِطِــــــــيْـــــنٍ أَنْبَتَتْ تَارِيْــخَـهَا الأَوْطَـــانُ
قَدَمَاكَ والقَمَرُ النَّحِيْلُ وَمُضْـغَــــــةٌ ......... وَقَــصِـيْـدَةٌ وَعَــوَالِــــمٌ قَدْ دَانُوا
مُوسَى تُكَابِدُ فِيْ الرِّمَالِ لُحُـــونُهُ ........ وَعَصَاكَ .. والمَـلأُ الغَــفِــيْرُ جَبَانُ
نَشَرَ الظَّلامُ جُــنُـــودَهُ فَاسَّاقَطَتْ ........ كَالمَشْرِقَيْنِ لِنَاسِـــــــــفٍ وُدْيَانُ
وَالهَالِكُونَ تَـــعَـــوَّذُوا بــنَــبِــيَّــهُمْ ........ كَيْ يَذْبَحُوهُ مُجَــــــدَّدًا وَيُعَـــانُوا
إِنْ كَانَ آنَسَنَا الخَيَالُ بِخُـــــــدْعَةٍ ......... فَالكُلُّ مَاضٍ بالحَقِيْقِ يُــــــــدَانُ
إِنْ مَاتَ عَنْ تِلْكَ القَصِيْدَةِ شَاعِرٌ ......... فالشِّعْرُ بَاقٍ لَمْ يَمُتْ قُــــــــرآنُ