في فيء السياج كنا نجلس
بين نخلتين، وسرداب
ليس هو الجوع بالضبط
لكننا فكرنا بالمأدبة
الطحين في البرميل
السمك في البحر
تمر الساعات فارغة
بعد دقائق نشعل النار
نقذف بالعجين إلى الأرض
نرص ثلاث سمكات على الصاج
فخمة ولائم الطفولة
بين نخلتين، وسرداب
ندس البراد جوار الجمر
ونعود إلى ذلك الشيء
تُرى: في أي شيء كنا نتحدث؟
وكيف أفلت اللهب إلى جريد السياج
صار لساناً أحمر
يتأرجح في الهواء، والمسافة
تدافع الناس من كل مكان
وأنت يا أحمد قلت: هيا نهرب
اختبأنا في حقل السبانخ
من الظهيرة حتى الليل
لم يخرجني غير بكاء أمي
تحصنت في الدموع الحنونة
فيما جدك ركلك مرتين
سيمضي أسبوع بالتمام
ونحن نصنع سياجاً أخر
ستمضي ثلاثين عاماً أخرى
وأنا يعذبني السؤال
تُرى: في أي شيء كنا نتحدث؟
ستصير النخلة المحترقة تاريخاً
وحقل السبانخ يصير لساناً من الحجر
تموت الدموع التي دثرتني
يرحل جدك يا أحمد
يأخذ البحر سمكاته الثلاث
النار تبتلع عجيننا الأخضر
البراد يطير في الدخان
الجدات تحكي عن سنة الحريق
المصطافون يمرون فوق أعمارنا
يا أحمد ليس هذا هو البحر
والنخلة المحترقة صارت بكماء
أنت أيضا كففت عن اللهو
وأنا أهلكتني المرارة، والتجربة
لا يشغلني غير السؤال
تُرى: في أي شيء كنا نتحدث؟
سامي سعد
تلة الذئب
2007