إعلان

الرئيسية » » ستأخذُ مكانَكَ ها هنا يا مُحمّد صفوت...| محمد أبو المجد

ستأخذُ مكانَكَ ها هنا يا مُحمّد صفوت...| محمد أبو المجد

Written By هشام الصباحي on الخميس، 14 أغسطس 2014 | 7:09 ص

ستأخذُ مكانَكَ ها هنا يا مُحمّد صفوت...
وستقولُ بصوتك الوادع: سلامو عليكو..
وستحِلُّ في هوائنا بهجةٌ مختفيةٌ روّاغة أليمة..
تهمس فلا نسمعُها،
وتضحك فتبكينا !
أَوّاهُ.. أوّاه...
يا ظلاًّ شقّق الأرواح،
يا غيمةً لم تُمطرْ خيرَها..
وعينًا لم ترتَحْ لنـور.
فيمَ وعدُكَ؟
فيمَ حديثُكَ.. وأنت تبخلُ بـِــكَ؟!
وأنتَ تضنّ بفرحة..
وتكسرها نصفيْن..
نصفٌ يبكيكَ.. والآخرُ يبكي لك!
كيف جرُؤتَ أن تغيبَ يا مُحمد؟
كيف تركتَنا حزانى بلا همهمة ولا طبطبة ولا أنين؟
كيف عزلتَ نفسَك عنا.. وأنتَ منا؟
كيف طامنْتَ روحَك.. رويدًا رويدًا
لتتركنا، ثم تصعد.. تصعد..
دون أن ترد على توسُّلاتنا كلنا لك بأن تبقى؟
كيف هانت نفسُك هكذا أمام الأوغاد الحُقراء، وهم يخطفونكَ منكَ؟
لمَ لمْ تكن سوى ما عرفناكَ به؟
لمَ تُعذّبنا بهذه الإنسانية، وأنتَ تذهبُ إلى خطّ النهاية؟
ألمْ تتذكّر أقوالَكَ التي أعيدُها اليوم هنا.. أمام الناس؟!
(إنْ رفعتَ سلاحَكَ؛ فقد سَقَطَتْ هويتُك، ولا تسألْنى عن حقّكَ في الحياة)
لقد قلتَ هذا يا مُحمد!
أتذكرُ؟
تركتَ حقَّكَ أنتَ في الحياة لقَتَلَةٍ سفّاكين مجرمين نهّازين سفاحين سفاكين مُرتابين مُريبين شَتّامين..
تركتَ لهم هُويّاتهم.. وما تَركوكَ!
وما تركوا لنا النبتةَ الخضراءَ التي لألأتْ أرضَنا!
ما تركوا في داخلهم إلا سَوادًا ودُخانًا.
أين أنتَ الآن؟
أتُراكَ تَرانا؟
أم تُراك َ تَسمعُنا كذلك؟
ما لِنَعيمكَ تَستأثرُ به، وتدَعُنا في تخبّطِنا؟!
ما لرُوحِ الله تَخُصُّكَ بالألْفة، وتَرمينا بالهجير؟!
ما لملائكةٍ تَهفو إلى عِطْرِ دَمِكَ.. الذي أشْهَدْتَ عليْه مُحبّيكَ؟
ما لكَ يا مُحمّد.. تُوجعُني هكذا برفقك َ وحَدبكَ، وتُربكُني بمَحبّتك؟
ما لك تستحِلُّ دمعي، ولا تألَم لاكتواء مُقلتيّ؟
ما لنا بدونك هكذا.. مأسورين.. يَتامى.. أشتاتًا.. فُرقاء.. تائهين..
نألم للنسيم، ونبكي من اللّذة؟!
ما لك... ما لك ؟!
أَأَنِسْتَ إلى منفاك..؟
أألفْتَ هَجْرَ حِضن أمّكَ؟
كيف تركتَ "مروة" ....
كيف ... ... ...
ألم تَقُلْ لها: "لا تَقلقي.." ؟!
ألم تقلْ لها: "أنا بخير" ؟!
أخَدعتَها.. لتختطفَ سعادتَكَ وتطير؟
أَخصصتَ نفسَك بكل شيء.. أم طمعت في رضوانكَ وحدكَ؟
ألم يقل لك أبي: "حُطّها في عنيك"؟
ورَدَدْتَ: "حاضرْ يا جدّو"؟
لمَنْ هذا البيتُ الأنيقُ..
وخطوطُ إصبعِكَ تركتْ علاماتِها على كل خيالٍ فيه..
وصوتك يكرر حضورَكَ: "هنا سأضع كذا.. هنا سوف أترك مكانا ..."!
أهكذا فعلت بنا كلّنا؟!

سأكون في استقبالكَ..
اطلبْ رقمي..
أو ادخُلْ فجأةً عليّ.. وأنا أرتب هذه الأحرف إلى جوار بعضها البعض..
فاجئْني..
اهبطْ عليّ..
هناكَ مكانٌ ما في مطعم أو مقهى..
لا يزال شاغرًا منذ حجزناه سويا.. في خيالنا..
قبل أربعاء أغسطس الحزين.. بيومين..
سيَثقُل عليّ حساب عام كامل.. 
بلا حديث أو حوار.. أو حتى وعد.. سوى مرور عابر وحيد في منام؟
سَدِّدْ عني دَيْني!
اقضِ عني..
أو دُلّني على أية بُقعة أفرغها الله لكَ.. أو هندَمَها لروحكَ.. أو اصطفَى فِردَوْسها لِدَمِكَ!
قُلْ لي.. وسوف أخفي الأمر..
وحدي سأمُرُّ من دَربكَ..
وحدي سأكون معكَ..
وحدي سآتيكَ..
وحدي.. من يَستحقُّ تذكرةً مُهداة منكَ..
سآتي إليكَ؛
فقد ثَقُلتْ وطأةُ عيشي..
ولا مَناص!.

*****************************
من أقوال الشهيد الخالد "محمد صفوت حرب" :
"30 / 6 nhayt el r3a3"
كتبها في.. 20 June 2013
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"إن رفعت سلاحك فقد سقطت هويتك ولا تسألنى عن حقك في الحياة — feeling angry"
كتبها في.. 9 July 2013
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4