ما تبقى من فنجان قهوتك إلا السهر
ولم يتبق من بحرك إلا الدوار
ولم يتبق من جفنيك إلا الكوابيس
ولم يتبق من شفتيك إلا أحمر الشفاه على قميصي
ولم يتبق من الليل إلا مؤانسة الذكريات
هل سوف تكفي القصيدة كى يتحمل الريحان ذنب الريح
أو كى يسير الماء فوق الروح دون أن يبتل
وهل سوف تكفيني كاميرا واحدة لألتقط جرحا ما من عشرة أبعاد
وهل سوف يكفيني ضوء سيجارتي لأكتب ما يمليه أشباحي علىّ
القناديل لا تستطيع اكتشاف الصباح الا وهى منطفئة
والسماوات أبعد من كف طفل
لم يتعلم كيف يحمل قلب نبىّ ولون ملاك
الشبابيك لم تعد قادرةً على استكشاف الشارع وحيدة
والشارع لم يعد قادرا على التأمل في وجوه العابرين كعادته
ووجوه العابرين لم تعد تحمل لون قريتنا الغامض السحريّ
وحدها قريتنا هى التي تمسّكت بخطاى كل صباح
إلى البئر المنعزلة في أقاصي الريح
لا أعلم إلى الآن سر نظرة البئر الغامضة نحوي
كلما لمَحت دما ما في قميصي
وكلما عوى ذئب ما في البعيد
ربما سأواجهها يوما ما بأني وحيد
ليس لي إخوةٌ وليس لي أبٌ نبىّ
لست يوسفا أيتها البئر
لم يدع يوسفٌ بي إلا عزلته
إلا التوحّد في الخوف من القاع
ربما أنا يوسف
ربما بالفعل
هكذا كانت تشبّهني أمي كثيرا
أيتها البئر بالفعل أنا يوسف
فلتمدي كفيك ولتغرقيني للأسفل بلا أى شفقة
لربما تتفق ملامحي مع ملامح النبىّ
وربما يتكرر المشهد مرة ثانية
ولكن أظن أن اللقطة الثانية في نفس المشهد
ستتخذ كادر السجن الأبدى ليس أكثر
عذرا أيتها الصحراء
أنت أضعف من مواجهتي بضعفي
ولذلك فاتخذي مني إلها من العجوى
ربما استطعت أن أملأ بطن مارٍ ما
إلى بئر أخرى في صحراء جديدة
,,,,
ح,,ب