إعلان

الرئيسية » » السينفونية رقم 14 | عادل الحرَّاني

السينفونية رقم 14 | عادل الحرَّاني

Written By هشام الصباحي on الأحد، 13 يوليو 2014 | 7:59 ص


" السينفونية رقم 14 .... عادل الحرَّاني "

صالةُ العرضِ تستعدُّ لمجئ العازف .. الآن يستطيعُ العالَمُ أن يدق على زجاجِ نافذةِ غرفتي التي مازالت تتسع للمزيد من التماثيل الطينية ..
المرأةُ التي تحملُ في يديها البامفلت تدركُ الآن أن القردَ الذي خرج للتو من الغابةِ لم يكن يستهويه أن يبقى تحت سرَّتها يجمعَ الحطب
تدركُ أنه لم يكن يريدُ الدفءَ ولم يكن يريد أشجارَها
كان فقط يريدها أن تقومَ بتدليكِ عموده الفقري كي يستطيلَ ويمشي على اثنين ............
على قدميه سُلطاناً وعلى يديه مُهرجاً ...... 
المرأةُ تدركُ أن القردَ حين خرج بها من الغابةِ غطَّى عورتَها بعينيه وأقام عليها كل قوانين العميان وكانت كلما تحاولُ أن ترى يقيم عليها حدَّ الخيانة
ومنذ تلك اللحظة وهي تجري دائماً وراء الموسيقى وهي الآن تنتظر مجئ عازف البيانو ....
الموسيقى تبدأ
يصعدُ العازفُ فوق مقام الـ سيكا واضعاً إصبعه الخنصر فوق إصبع الـ حرب
ويضغطُ
مؤكِداً أن الموتَ هو المجازُ الوحيد
وأن ليس بين الماءين بَيْن .. وأنَّ البحرَ ليس هو هذا الكم من الماء ... 
يشيرُ الصوتُ الذي تحت أصابع عازف البيانو إلى صورةٍ كبيرةٍ مُعلقة خارج صالةِ العرض لقردٍ يسفكُ الدماءَ ويدَّعي النبوةَ وسياسةَ اغتصابِ الأرضِِِ والأفكار
ويصنعُ مطبخاً لنباتاتِ ولحوم الغابةِ ويرقصُ فوق الماءِ منتشياً بانتصابه ومؤخرتِهِ الحمراء ...
ولا شك أن اعتماد القرد على قوانين الإحتمالات جعله يوقن أنه يستطيعُ السِّحرَ وأن امرأة واحدةً لا تكفي كي تمتلئ اللوحة التشكيلية بالجنسِ المُعَلَّب
عازف البيانو يطيحُ بالقوانين الموسيقيةِ الثابتة وينتقل من مقامِ إلى مقام .. ويؤكدُ أن الصوت يفعل بالحروفِ مايشاء فيعيد ترتيبها كي تستسلم للمعاني ............
تشتعلُ الموسيقى وكلما تشتعلُ ينسابُ الماءُ من أطراف أصابع العازف وثمة صخب خارج صالة العرض
والقردةَ العُليا تصرخُ كلما تطفئ الموسيقى الحربَ .. وترفضُ مجيئ العازف .. فموسيفاه تهدم مقولاتهم الفلسفية عن الحب المُعلب والجنس المُعلب .. كما أن موسيقاه تعرفُ كيف تجمعُ كولاجَ التاريخ والخرائطَ القديمة وتؤكدُ للحاضرين أن الحياةَ ليست مجازاً
هذا العازفُ يُشعلً الرِّدَّة 
.................. 
تقول المرأةُ التي تحمل في يديها البامفلت .. من لا يسأل امراة جميلة أن تنظرَ إليه فهو لا شك غبي .. 
فلماذا هذا العازف لا يسألني ....
وكانت التماثيلُ في غُرفتي تتحرك



التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4