انا سيئة
امتلئ حتى الحافة بمُضغتي السوداء
ارى الضوء والعن الظلمة
ثم ابقي بينهما رمادية وساخرة
اعرف كيف اكون في الدركِ الاسفل من الحب
مُمددة مُتكاسلة اهمس اللعنات كتنفسي
اُتقن لغة التضامن مع الاشياء المرفوضة
كي اكون لاذعة ومختلفة
انا السيئة
التي مدت قلبها فصار نصلاً
وغنائها فصار لهباً
ثم تكومت على بكائها تستدر محبته
ازرع مدناً خفية من البوح المُطلق
ثم بلحظة التهمها كتسونامي وقح
يعاني اضطراباً في الهضم
والكلام، ولا ينام
اخلع حذائي الانثوي ببساطة
كي اسمع دبيب الارض عبر جسدي
كي اعالج اعوجاج مركز روحي
وايضا –بصدق- كي اتعلم كيف اطير، ولو مرة
انا السيئة
التي تدفس جرحها في الحروف
ثم تتأملها بتشفي
لا يليق بنهاية مفتوحة غبية
قامت بطلتها بالانتحار مرتين
دون نجاح، ودون مبرر واضح
انا السيئة
صاحبة الاظافر المطلية
والعينين المُتبَّرة بالحزن المُغوي
تلك التي تأكل قلبها كل يوم
كي لا يهرب منها للمجهول
او المعلوم
انا السيئة
التي وجدت مكاناً في الحافلة
ولم تتركه للسيدة الحامل
او العجوز المحني الظهر
ثم شاكست طفلاً وحسدت برائته
نظرت من النافذة واطلقت اسراب ضحكها
صراخاً اذهل الحامل، والعجوز، والطفل
تماماً مثلما يحدث كل يوم
انا تلك السيئة نفسها
التي فقدت ذات غفلة احدى قلوبها الشرسة
وبقيت تمضغ الاحزان بمعدل نبضة
لكل موت.