هدي عبد القادر
الذي يعوي
الذي يزأر ثم يموء
التي تضفر شعرها بسواد الليل
ثم تمتص رائحة الخوف
فتهرب
تترك في اثرها خيطا طويلا من الخيبة
وحفنة من بصمات امانيها الميتة
الذي كان يعترف ثم ابتلع صدقه
اكل غربته قبل خطوة من اللوطن
مد يداً مقضومة الاظافر والحلم
لمجهول
لمكتب الهجرة
ومكتب الفرصة
وكثيرا جدا لمكتب المواطنة
ليتم رفضه
التي اكلت ضحكتها فور ان نبتت
ثم شبت فوق غيمتها الخاصة
وضبابها القديم
كي ترى ولو ظهره راحلا
لكنها دوما كانت ترى آثار صوته تتعلق بالريح
مصحوبة ببعض نهنهات غالبا تفهم متأخرا انها كانت
لها
التي تركت الكذب ينمو كسرطان
يأكل جلدها ويتركها عارية
قطعة لحم مدماه
تبتسم بإشفاق
لم تكن تعرف
ان المحبة تنحتها
كتمثال او كثمرة بطاطا
الفرق ان البطاطا تبدو كبطاطا
لكنها كانت تبدو دوماً كما هي:
قطعة لحم مُدماه تبتسم.
