حمدي جابر
حُلْمَانْ ...
حُلْمَانِ يَلْتَقِيَانِ .. يَفْتَرِقَانَ
يَقْتَرِبَانِ ... يَغْتَرِبَانِ
يَلْتَهِمَانِ ... يَقْتَسِمَانِ
مَنْ يَمْشِيْ إِلَيّ .....
كَالسَّائِرَيْنِ يُحَطِّمَانِ ..
يُدَمِّرَانِ ... وَيَسْحَقَانِ قِيَامَةً
فيْ كَوْكَبِيْ قَمَرَيّ.....
حُلْمَانِ فِيْ لَيْلٍ
يَعُوقُ شُمُوسَنَا
فَالنَّايُ مَوْحُولٌ بِمَصْرَعِهِ
واللَّحْنٌ مَصْلًوبٌ عَلَى شَفَتَيّ ....
فِيْ مَذْهَبِ العَشَّاقِ قُرآنٌ لَنَا
عِلْمٌ لَنَا ... حَذْوٌ لَنَا
حُلْمَانِ شَاءَا بَيْنَمَا هِبْنَا
حُلْمَانِ عَاشَا بَيْنَمَا مِتْنَا
حُلْمَانِ واتَّخَذَا الحَقِيْقَةَ كَعْبَةً
حَجًّا وَحُضْنَا ... والأَمْسُ حَيّ ....
حُلْمَانِ فِيْ عَيْنَيْكِ وِزْرِيْ
لَاحَ خَلْفَ قَصِيْدَةٍ
وَفَرَاغُ أُغْنِيَةٍ يَشُقُّ جِدَارَ
أُمْنِيَةٍ وَدَمْعَةُ عَيْنَيّ ....
إِنِّيْ ابْتَدَعْتُكِ عَالَمًا
مِنْ فَوقِ سَطْرٍ زَائِفٍ
قَدْ شَكَّلَ الأَكْوَانَ مِنْ شَفَتَيّ ....
حُلْمَانِ أَنْتِ وَعَالَمِيْ
تَسْتَعْمِرَانِ مَدَائِنِيْ
وَتُحَطِّمَانِ مَسَاكِنِيْ
وَتُؤَجِّرَانِ تَخَيُّلِيْ ...
وَتُبَارِكَانِ تَعَلُّليْ
وَتُوَلِّيَانِ أَمْطَارَ المَصَائِبِ قِبْلَتِيْ
وَتُدَثّرَانِ فِيْ طِيْنِ الخَطِيْئَةِ نَعْلَيّ .....
حُلْمَانِ مَاتَا لَيْلَةً
مِنْ بَعْدِ مَا
زَمَنَ الطُّفُولَةِ أَقْسَمَا
كَيَقِيْنِ عَاصِفَةٍ
تَؤُرْجِحُ كَفَّيَّ وَلَمْ تَزَلْ
حُلْمَانِ ... ثَارَا ...
حَيْثُ جَارَا ....
صَلَّيَا عَهْدِيْ وَدَارَا
وَاسْتَشْهَدَ الحُلْمَانِ فِيْ كَفَّيّ ..