نُزلاءُ الجنةِ الجدد
شعر: أحمد صبحي
إهداء:
للحبيب: هيثم زقزوق
بردًا وسلامًا لأنفاسه
في لحظةٍ أضعتُ لساني،
عندما قلتُ للسلطان: اعدل !
وكنت أرى العصافيرَ أسرابًا تأكلها الصقور.
قال: "أصبتَ"،
وأيقنتُ أن للعدلِ مفاهيم أخرى،
لما رأيتُ السلطانَ. .
بجناحين معقوفين إلى صدرهِ،
ورأسٍ مدببةٍ كالمناقير،
ثم لم يعد لي حتى لسانٌ
كالذي للعصافيرِ الذبيحةْ.
أقول لكم. .
- وقد ضِقتُ منكم حتى خافقي - :
إذا صارت دماؤكم شحومًا. .
تليّن تروسَ المقصلةْ،
لا تفرحوا.
إذ تُقَدّمُ أبدانكم قرابينَ لربٍّ. .
يقفُ عندَ حافةِ المذبحةْ،
يصطفي للسيافِ خيارَ شعبهِ،
ثم يزفر ممتعضًا، ويسأل:
" - من قبلِ أن تصبحوا قرابينَ على موائدِ الإلهْ. .
يقدمها الغزاةْ -
كنتم رُكّعا لي في الظلامِ وسجدًا
تسكبون الدمعَ أوديةً. .
تنمازُ على حُصُرِ الصلاةْ.
فكيف أحرقُ أبدانكمْ !
وكيف أرفضُ قربانهمْ !
وكيف أدْبِـرْ ! "
أنامُ. .
وفي دماغي ركضُ خيلٍ،
واتقادُ يمامةٍ،
وصداعْ.
فأبصر في تخومِ الحلمِ. .
يُـتْـمُ قلبٍ بهِ
مشكاةُ حبٍّ. .
تمايلَ النورُ فيها ترنّحًا،
واسّاقطَ بقعًا في طريقِ حبيبي. .
بقعًا من ضياءٍ،
بقعًا من سلامٍ لهُ. .
وحنين.
سألقاكِ في عالمٍ آخرْ،
كي نستأنفَ الحلمَ المؤجلَ. .
مُذ كانَ مهندمًا لقامةِ الآدميٍّ
ذو الجلدٍ الطينيِّ،
والشعرِ المحفوفِ الجوانبِ،
ولحيةِ أمردٍ تستحثُ المسامَ. .
ثمّ لا تُنبِتُ الشَّعرَ. .
إلا قليلًا
..
سألقاكِ. .
بالوعدِ المنسي على أكمامِ حلمٍ. .
أعادَ الملائكةُ / الحلاجونَ حياكتهُ،
فصارت أجنحةً لنُزلاءِ الجنةِ الجُـددْ. .
حتى إذا ما بسطوا أيمانهم. .
أخمدوا نارًا للحربِ أوقدها العسكرُ
في بلادِ المعراجِ التي. .
ما عادَ فيها غير رهطِ قومٍ،
وقنبلةِ للموتِ مجانيةً،
وشارع ضبابيّ. .
يرتجُّ من شدةِ السعالِ قبيلَ الختامْ،
ثم يستكينُ الأنامْ.
..
فبراير 2014
كفرالشيخ