تُشْبِهُهَا تَمَامًا
انْتظرتُها
عندَ ناصيةِ حلمٍ
اعتادتْ اللَهو بورداتِهِ
مُرتديةً ثوبَ ذاتِ الرداءِ الأحمرِ
وحذاءَ سِندريلا
وبحقيبةِ يَدِهَا مِرآةَ سِنووَايت
مَشَتْ
بعد أن وَهَبَتْنِي ابتسامةً
كانتْ تُلْقِيها لمَنْ لا تَعرفَهُم
قالتْ: تُشْبِهِينَ أُمِى!!
كنتُ أريدُ أنْ أخبرها:
أَنَّها كَبُرَتْ أَكْثَرَ مما تَمَنَّتْ
وأَنَّ العَالمَ ليسَ باتساعِ الحلمِ
وليسَ ثَمَةُ أَمِيرٌ إلا بالحَوَادِيتِ
وأَنَّهَا تَعْمَلُ الآنَ بوظيفةٍ حلوةٍ
ولَهَا ابْنَةٌ تُشْبِهُهَا تَمَامًا
غيرَ أَنَّهَا لاتَرغَبُ أَبَدًا
بالمشْي على وَجهِ الماءِ
بَيْنَمَا إنْ صَادَفَتْهَا الأَلْوَانُ
تَفِيضُ بنَبْضٍ ذي بَرِيقٍ
وهي أيضًا لا تُجَازفُ
بخروجِ قَلبِها مِنْ مَأْمَنِهِ
فيَسْتَبِيحُهُ اللَحْظِيونُ
وكَذَلِكَ يَفْعَلُونْ
كُنتُ أُريدُ أَنْ أُنَبِّهَهَا
أَنْ تَتَعَلمَ الخَبِيزَ
فَبَاعةُ الخُبْزِ
يَعْرِضُونَهُ عَلى الأَرْصِفَةِ
بَيْنَمَا باعةُ الأَحْذِيةِ
يَعْرِضُونَهَا بفَتَارِينَ مِنْ زُجَاجٍ
وددتُ لو قلتُ لَهَا:
أَلَّا تَكْبُرَ فِي مِرآتِهَا عَنْ الثَانِيَةِ عَشْرةَ
ولَا تَفقِدَ حِذَاءَهَا عِنْدَ الثَانِيَةِ عَشْرةَ
حَتَى لَا يَأْكُلُهَا ذِئْبٌ لِلمَرَةِ الثَانِيَةِ عَشْرةْ
............................
*من ديوان "ينتزع أجزاءها لتعترف"