صابرين مهران
فراشةٌ على الشباك
فراشةٌ ضالةٌ كبيرةٌ على الشباك؛
أشعر بأنفاس الحائط المقابل على صدري ووجهي، وأعدّها، غير أنه بعيدٌ كأبد، أو أني بعيدةٌ كأبد؛
حائطي، الذي دفنتُ فيه قلبي، وذاكرةً ارتجاليةً لم أفهمها يومًا، الآن يتنفسُ كحيوان نائمٍ أليفٍ وهادئ، الآن يتنفس كمحاولةٍ لاستعطافي لتفكيكه وردّ مفرداته. حائطي يعرفُ أني أحب من أراه يتنفسُ.. كبحرٍ، وأنا لا أرى الجميع يتنفسون.
النفس حائط كبير في ذاته، وغرفتي، أيضًا، قبرٌ أربيه ليأكلني فكرةً فكرة؛ كيف يجتمع المطلق والنسبي في صورةٍ ولا تنكسر؟
والفراشةُ على الشباكِ، تضعُ بيضةً ضخمةً، بيضةً ضخمةً خضراء، بدوائر وثقوب سوداء، كلنا بداخلها، أنا، الحائط، الغرفةُ، ذاكرتي الارتجاليةُ، والشباك.