يفور لحنٌ
.
وترٌ جدلت خيوطه من بعض أحزانى
وشددته مابين لهوى بالحياة ولهوها
وسحبت يومى فوقه
بتوتر الأصحاب فى الساحات
بعض تناغمات كنت أسمعها
وكنت أود لو طالت خيوطى كى أمد اللحن
من خلف النهار إلى أفول القيظ
بعضى يستعيد تداخلات اللحن بالوجع القديم
ولا أراه موافقاً للحكمة الأولى
لعل الصوت يخفت حين تمتلئ الأوانى
كنت أخشى أن يفور اللحن
فاستفتحت بالقيثارة الوسطى
وأشعلتُ المواجد
أرتوى واللحن يهدر فى جلالٍ باذخٍ
يتنزل الإيقاع
والوتر الذى أعددتُ يسمُكُ
كنتُ قد هذبتهُ بالجوع حتى شفَّ
ثم غمسته بدمى فَلانَ
وهاهو يستقيم كأنه نصلٌ
لماذا كلما هدهدته ينساب لحنٌ من صهيل الخيل
تضحك زوجتى وأنا أكرر مارأيتُ الأمس من حجبٍ
فأردف هامسا إنى رأيت العازف المستور
هذا كفه حين انتهى من عزفه ألقاه
أجمعُ كل لحنٍ بعد أن يسرى شذاه
أعلقُ الكف التى عزفَته فى أشجار دهشته
فيهدر فى جلالِ خفائه
وترٌ يصد اللحن حين شددته
فوقفتُ أبسط حيرتى وجمعتُ آلاتى
فأبصرتُ المصابيح التى كانت تشاركنى السماع
تشع لحناً ذائباً
ينساب من خلف الأباريق التى اصطفت
على وترٍ جدلت خيوطه من بعض أحزانى
أعاين همسه
وأقوم يملؤنى جلال اللحن
كنتُ أقول للمأسور كيف يقوم قيدك فى مواجهة الحضور
وكيف لايتمسك المذعور بالأمن الذى ينساب حتى قام عصفورٌ
يجرب دورة الطيران فى رئةٍ ستشهق من تناغمه
فأدهشنى هطول الدمع
والشهداء يرتشفونه
تحت السماء يفور نهر الدمع
هلَّ موافقاً لترددات اللحن
تطربنى دموعى حين يسرى فى دمى ألق المواجد
والأنوار تخفتُ سجدةً
واللحن يعلو
........................ هشام حربى