حسين صالح خلف الله
(ظِلُّ رَجُل)
....
ليس أغبى من امرأةٍ
تَستَبدُلُ ظِلَّ الجِدَارِ
بِظِلِّ رَجُل
وليس أغبى من رَجُلٍ
يَرضَى أن يكون بَدِيلًا
لِظِلِّ الجِدَار
لَاحُريَّةَ فى هذه الحَيَاة
مَانَحنُ إلّا كَعُصفُورٍ فى قَفَصٍ
حَلَّقَ فى فَضَائهِ
فَاعتَقَدَ أنَّهُ حُرٌّ
1 فى الزَّواج
ليس لأنّكَ الأوسَمُ
أو الأغنَى
أو الرَّجُلُ الحُلم
فقط لأنك بديلٌ لظِلِّ الجِدار
فقط لأنكَ الرَّجُلُ المُتَاح
..
وليس لأنكِ الأجمَلُ
أو الأشهَى
وليس لأنكِ المَرأةُ الطُّمُوح
فقط لأنكِ المَرأةُ المُتَاحَةُ
هكذا من غير طبطبة على كَتِفِ الحقيقةِ
تَحدُثُ الأشياء
2 فى الصّداقة
...
فى زَمَنٍ يَبِيعُ فيه النَّاسُ كُلَاهُم
وأحدَاقَهُم
لا لَومَ على أصدِقَائكَ إن باعُوكَ
ولا لومَ عليك إن بِعتَهُم
فقط لا تَبِعهم بثمنٍ بَخسٍ
ولا تَكُن فيهم من الزَّاهِدِين
سأَجالِسُهُمُ الليلةَ على المقهى
كَمَرَّةٍ أخِيرَةٍ
لا لِأحتَسِى شَايَهُم
كَضَيفٍ
أو صَدِق
لن نَتَحَدَّثَ عن اخفَاقَاتِنَا الليلية
وخُدعَةِ الحُبُوبِ المُنَشِّطَةِ
لن نتحدّثَ عن ماهيَّاتِ الأشياءِ كَالفَلَاسِفَةِ
ولا عن أخبَارِ المَعَارِكِ كَالفُرسَان
لن نتحدَّثَ عن شَيئٍ
أو فى شيئٍ على الإطلَاق
فقط سَنَخلَعُ نِظَّارَاتِنا
ونُحَدِّقُ فى عُيُونِ بَعضِنَا بَعضَا
لِنَعرِفَ كَم نُسَاوِى