لا شيء في هذا المدى
شعر : عماد علي قطري
لا شيء في هذا المدى
وفؤادك الفرد المسافر في الحنين
مقامر
ما مسّ ريق الفجر
أو نام اشتياقا هانئا
في حضن ماء أو ندى
لا شيء في هذا المدى
الكل غادر
والرحاب قصية
وطيور دوحتك الغريبة هالها
طعم السكون
وهمهمات الريح
والشمس الكسول
وما تصاعد من خواء أو بدا
لا شيء في هذا المدى
والبنت ذات الخصلتين
وضحكة مسلوبة
ما حاولت دفع الهراء
وقطة
و ضجيج أشجار الكلام
ولم تلاحظ رقصة للريح
قالوا ربما ضاعت سدى
لا شيء في هذا المدى
كل القصائد سافرت نحو الديار
ولم تدع قلب الغريب
ولم تزل مسلولة السيف الكئيب
وأعلنت سيف التذكر
–
مذ تركت ديارنا –
نار تلظى
عاف أن يبقى خنوعا مغمدا
لا شيء في هذا المدى
والبحر غلفه السراب
وشاطئ الأحلام غاب
عن الوجود
وصار ماء العاشقين مهادن
عيناه تشكو
والمريد مكبل نسي الحلول
وخاب في ورد الوصول فما ابتدا
لا شيء في هذا المدى
فاحمل فضاءك للغياب
ولم شعث حروفنا
هذا الزمان زمان كل عجيبة
فالزم فؤادك
-
إن علمت سماءه -
لا شيء يبقى رحلت
وما نقشت الشمس
في وجه الردى
لا شيء في هذا المدى
الفجر عجز الساهرين
عن اقتناص الليل
من فخ الصباح
وربما قالوا كلاما كالكلام
عن الحقائق
ما دروا أن القلوب بلا لسان
صافحت نبض الجنون بلا عناء الوصل
ما مسّت يدا
لا شيء في هذا المدى
وأنا غريب سيدي
وهي الغريبة سادتي
قولوا لنا ما ذنبنا ؟
إن مسّنا فيض الجنون
وهوّمت أحلامنا فوق الربوع
ورافقت همس الزهور
وأغنيات النيل
والنخل المسافر في الضياء
ودوحة الأحرار في أرض الهدى
لا شيء في هذا المدى ؟
هذا القصيد مخادع
كيف احتفى بالنار
والصمت الكئيب
وما رأى سحر العيون
وسوسنات خدودها
تبا لشعر لا يغرد إن أتت
بنت الفؤاد
حبيبتي
هيا انتفضْ ...
قل للحروف
لقاؤنا إن ضل عن أمس كئيب
لن يغيب فلم أزل أبني غدا
عيناك فاتحة المدى
لا شيء في هذا الوجود يهمني
غير افتتاح البوح
بالسحر الذي منح الفؤاد
جسارة النبض الحنون
وما أشاء من الجنون
وما يهل من الخلايا
إن همى ماء الضياء
يزف فتح العارفين
بحضرة الصدر الجموح
وما تسامى من يمام أو شدا
لا شيء ذا بال إذا كنت الحضور
فلا غياب
ولا مجال لربما
السحر أنت وما نفيت صبابتي
إن قيل راح أو اغتدى
لا شيء في هذا المدى
أن غبت يا كل الرضا
وأنا ارتضيتك للجنون
وللرحيل ...
وللخلود ...
وهذه - قالوا الوشاة وصيتي-
تبت يدا كل الوشاة
فهاهنا حرفي
يبسمل من عيونك مبتدا
