قالت تصبّر " 1" شعر : عماد على قطري
قالت تصبّر
" 1"
( عيناك مريم يا أنا )
شعر : عماد على قطري
الدار أين ؟
و أين بحر إبائنا ؟
أين الضفاف ؟
وروعة الصفصاف
و الناي المسافر في الشجون
أكلهم ضلّوا وما وجد الأثرْ ؟
قالت : تصبّر سيدي
قلت : امنحيني دوحة
فأنا الغريب
وما رغبت بغربتي
سرقت سماء الروح
أشعلت الجروح فلم تذر
قالت : تصبّر ...
ما درت أنّي أهادن دمعتي
وأهادن الأشجان ليلا
علها تخبو قليلا لا تثرْ
قولي بربك للغريب
الدار ما زالت هنا
وهنا الضفاف
وما تنزّل من سحرْ
مدّي يدا
فلربما رغم البعاد تمسني
وتحيل صحراء الدروب إلى مطرْ
زيدي فيوضا
و احتويني إنني تعب
وما بي غير قلب نازف
سئم التشرد
وارتضى وطنا بحضنك لا مفر
مدي يديك
وذا فؤادي مقبل
عشق انتصارك للربيع
ودوحة الأحلام
و النبع الخصيب
وما تجلّى من صور
عيناك مريم يا أنا
و أنا المسيح
وذا دمي متأصل برحابها
هيا لجذع القلب هزّي صبوتي
طال البعاد وما يئست من الإياب
ولم أزل أغتال ما يبني السفرْ
إني انتظرتك والخلايا
والضلوع و صبوتي
وحلمت بالعود النبيل
وذا دمي متوضئ بعيونها
قولي بربك هل كفر ؟
أنّى أعربد في الظنون
تردّني نحو اليقين عيونها
فأهيم ...
ما نفع الفؤاد سلامة
أو ضرّه فيض الخطرْ
إنّي عشقتك ما حنثت بعهدنا
أو هدّني نأي يعربد ساخرا
ينوي القصاص من البنفسج
ما درى سر الحنين
إذا تضلّع بالخفرْ
قال الرواة : عيونها
سبحان ربي خصها بالبحر
والليل الرحيم
ولم يزل متكرما بالنور
والروح الجمال
وما تشاء من الدررْ
إنّا خلود العاشقين بروعة
ما كان عشقي بدعة
لكننا نأبى التشابه و التشبّه
لم نزل رواد طهر
في الحضور و في الخفاء
وما استترْ
وإذا دنا منّا الحنين فمالنا
غير الدموع نريقها
في سرنا
في عزة
ونبيت نحلم باللقاء المنتظرْ
أشكو إلى الله البعاد
وأصطفي من غربتي شدو الحمام
ونسمة
وتذكّر فاق الحدود
و أغنيات النبض إذ يشدو بها
ودعاء قلبي في السحرْ
يا رب قلبي متعب
ملّ التّذكر و الحنين
وسطوة الآهات
في ليل اغتراب جاثم
فامنن بنور غامر
ولقاء صدق مستمرْ