عندما تودّعيننى تضيعُ انتفاضتان، وقصائد وضعتُ فيها خلاصة عبقريتى، وأمواجٌ من الدّمِ الأحمر كانت ستواصل هديرَها فى روحى، وشوارعُ ركضنا خلالها خلف نجمة، ولم نتعثر مرةً، أو نختفى فى الدخان.
أعرفُ أن حياتين لا تكفيان لكى أعيش، وأن مدينتى لن تفك قيودها قبل وقتٍ طويل، وأن أحلامىَ أثقلُ من الفضاء، لكن عيناى تجازفان بالنظر إلى عينيك البعيدتين، فأرى طفولتى بكاملها، وأرى قصورًا باذخة، أرى أسرّةً تطير فى الهواء، ونهاراتٍ تليقُ بشاعرٍ طائش، وأزهارًا تساق سعيدة إلى مذبح الشهوة.