إعلان

الرئيسية » » بعمق المرآة | محمد صادق

بعمق المرآة | محمد صادق

Written By هشام الصباحي on السبت، 23 أغسطس 2014 | 2:31 م



(ظَلَّ آدمُ يَظُنُ أنّ لهُ قَرِينًا فى مكَانٍ ما،
بُعدٌ خَفِىٌ للحياة،
لم يره قَط،
لكنه حين رأى إنعِكَاسَ نَفسِه للمَرَّةِ الأولى،
سَمِعَ صَوتَ أظافرِ الآخر تَخمِشُ ظَهرَ المِرآة)

(آدمُ الفِردَوسِ)
يبحَثُ عَن قَرِينِه
كُلُ شَئٍ فى إِمتداد الرَوحِ
مَغمُوس فى البياض،
لم يَكُن يعلم أنه
بعد أن يخسِرَ ضِلعًا
لن يكتسب ما كان يبحَثُ عنه

فكان حَلُ الشيطانِ
أن يهبِطَ كلاهُما، بأن يُغضِبا الإله
لكنه لم يخبره
أن النارَ إلتهمت شَجَرةَ التُفَّاحِ
فى الطَرَفِ الآخرِ مِن المرآة

(آدمُ النَارِ)
أرهَقَهُ السَوَاد
كُلُ شئٍ فى إمتِدَادَ الرَوحِ
يكسُوه الرماد
يشهقُ اللهيبَ
ويزفرُ الدُخَان
يطوفُ النارَ يتحسسُ
لانهائيةَ المكانِ
فطفقَ ينحتُ
بفرعِ شجرةٍ
– أو كما كان يَظُنُه –
صورةَ أُنثَى على الجُدران،
فسمع من أقصى بقاعِ النفسِ
هاجسًا بأن
" إضربوها ببعضه
كذلك تحيا الصورة "

فأخذ يمزق بفرع الشجرة
جلده الميت
يزيحُ اللحمَ عن ضلعٍ عائمٍ
فى الحشا
وينزفُ دمًا أسودًا،
ينزع ضلعًا \ يصرخ ملء روحه
يغرِسُه فى قلبِ اللوحة الصمّاء

آخر ما يراه
(يتقيًا الجدارُ صديدًا
وحجارةً منصهرة،
ورأسًا يُطِلُّ مِن شِقٍّ فى الجدارِ)
يلفظُ نَفَسًا أخيرًا،
ينفجرُ جَسَدُه،
ويصير رمادًا يملأ العدم

(ظَلَّت حواءُ تَظُنُ أنّ لهُا قَرِينةً فى مكَانٍ ما.
حين رأت إنعِكَاسَ نَفسِها للمَرَّةِ الأولى،
سَمِعَت صَوتَ أظافرِ الأُخرى تَخمِشُ ظَهرَ المِرآة
حينها،
كانت (حواءُ النارِ)
تنحتُ بفرعِ شجرةٍ
يشبهُ ضلعًا
– أو كما كانت تظنه–
صورةَ ذكرٍ على الجدار)


التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4