الليلة الماضية حلمت بك، فاستيقظت باكيًا، لم يعد بيني وبينك غير ما يفرضه الحلم من شريعة الحضور الهش، وفظاظة الغياب الصلب. أتيت وفي ملابسك هجرةٌ قاسية للتنورات ذات الوردات الجميلات، هجرت أيضًا الأحذية العالية التي كان جسمك النحيف يرتكز عليها بألفة كافية تجعله يتمايل هادئًا على الأمكنة. هكذا دون أن أدري ثبت عيناي على حذائك الخفيض ورمقته بأسىً وعتاب لأنه أخبرني بإقلاعك عن المغامرة. خصلات شعرك قد انكمشت فلم تعد تمس كتفيك بخفةً في الأيام المنسمة. كان علي أن أحزن لأنني انشغلت بحقائب حمقاء، تنازلت بخسةٍ عن المتعلقات التي بيننا. وحين اشتد بي الأرق أزحت الأغطية وقفزت خلف مقود السيارة الغاضبة، وانطلقت صوب غرفتنا المستأجرة في فندقنا الذي لا يستطيع أن يرى النيل بارتياح وحين بلغته كانت البناية قد استحالت رملاً باهت الصفرة.