الكئوس الحجرية
تلك التي نشرب منها نشرات الحرب
لا تتحطم اذا قذفنا بها غاضبين
ولا تصلح لاحتفال آخر سوى الهزيمة
الكئوس التي امسكت بأرواحنا تشربها
على شرف الانفجارات
وصحة الجثث
بينما الجبال وحدها من عرفت مذاق الدم
وارسلت الرمال لتربت
الاشلاء النائمة
هناك
هؤلاء الذين عادوا
ظلوا انصاف آلهة
وانصاف جثث
فقدوا الصمت الي الابد
وبقيت رجة التفجيرات
بقيت رعشة انتظار الضربات
بقيت اصواتهم الخاصة تلك
والبعيدة
فلا وقت لسماع خرير الماء
او ضحكة الطفل
لكن دوماً هناك وقت كافٍ جداً
لحصاد الدك والدم على حدٍ سواء
ليس هناك وقت لوداع لائق
قبل اغلاق عينيَّ صديق ذهب للجانب الآخر
او حتى بكاءاً حافلاً بالفقد القارس
لكن هناك وقت لتلوين النوافذ بالاسود
والابقاء على الحب في وضع (نائم)
انتم تُدينون المحرقة
تنعتون اليونيفورم العسكري
ثم تلوحون للدبابات بحبورٍ بغيض
هل تفتحون مكان الرصاصة
تخرجونها من مكمنها الجديد النازف
ثم تضعون اكليلاً من الغار
وبضع اصوات العناق بين المحبين
ابداً..
بل يبقى الجرح مفتوحاً
نازفاً رغم ما يغلقه
يظل ينزف الي الداخل
وطناً يسعل مرارة الانتماء
وليالي دافئة حول جد عجوز
يحكي للاحفاد حكايا الجبل
وراعي الماعز الوحيد
ذلك الذي كان دوماً
فريسة للذئاب.