أنبياءُ الهامش
______________
______________
كمُهرِّجين مُفرِّجينَ كروبكم،
وكخاسرينَ مُحنَّكينَ
يقاتلونَ نيابةً عنكم بسيفٍ زائفٍ،
كنا وكنتم جالسينَ على الحيادِ
تُصَفِّقُونَ إّذا تمادتْ مُدْيَةٌ في لَحْمِنَا الهشِّ الطريِّ،
وتضحكونَ إذا تَكَشَّفَ مَوْضِعٌ أدْمَتْهُ بنتٌ،
والرماحُ تهبُّ من كلِّ الجهاتِ،
ونحن أعضاءٌ يطيِّرها الحنينُ،
وذكرياتٌ فاتها المُسٍتَوْطِنونَ،
وما تَبَقَّى من غناءٍ :
من سَيُسْفِرُ عن خطاها الغيبُ
من هي هذه الأنثى التي ستجيءُ،
يحملها الغمامُ،
وتقرأ الأزهارُ سيرتها الزكيَّةَ،
ثم تنسى خنجرًا،
وتصيرُ ذاكرةً وذكرى ؟!
وكخاسرينَ مُحنَّكينَ
يقاتلونَ نيابةً عنكم بسيفٍ زائفٍ،
كنا وكنتم جالسينَ على الحيادِ
تُصَفِّقُونَ إّذا تمادتْ مُدْيَةٌ في لَحْمِنَا الهشِّ الطريِّ،
وتضحكونَ إذا تَكَشَّفَ مَوْضِعٌ أدْمَتْهُ بنتٌ،
والرماحُ تهبُّ من كلِّ الجهاتِ،
ونحن أعضاءٌ يطيِّرها الحنينُ،
وذكرياتٌ فاتها المُسٍتَوْطِنونَ،
وما تَبَقَّى من غناءٍ :
من سَيُسْفِرُ عن خطاها الغيبُ
من هي هذه الأنثى التي ستجيءُ،
يحملها الغمامُ،
وتقرأ الأزهارُ سيرتها الزكيَّةَ،
ثم تنسى خنجرًا،
وتصيرُ ذاكرةً وذكرى ؟!
هكذا كنا ولم تتساءلوا:
من أيِّ نبعٍ في الجحيم تَصُبُّنا أوصابُنا
أحبابنا يا ناسُ فاتونا على الطرقاتِ مَنْسيِّنَ
نشْحذُ لحظةً لنعودَ
والأوطانُ ألْقَتْنا فَرَبَّتْنا المحطاتُ الغربيةُ
خائفينَ من المواعيدِ التي ستجيءُ،
من حُسْنِ الصبايا
من مصادفةٍ سَتُحْرِجُنا،
وتُخْرِجُنا حفاةَ القلبِ من أحزاننا
من أيِّ نبعٍ في الجحيم تَصُبُّنا أوصابُنا
أحبابنا يا ناسُ فاتونا على الطرقاتِ مَنْسيِّنَ
نشْحذُ لحظةً لنعودَ
والأوطانُ ألْقَتْنا فَرَبَّتْنا المحطاتُ الغربيةُ
خائفينَ من المواعيدِ التي ستجيءُ،
من حُسْنِ الصبايا
من مصادفةٍ سَتُحْرِجُنا،
وتُخْرِجُنا حفاةَ القلبِ من أحزاننا
الآن لا وطنٌ تجرِّبه المنافي في ملامحنا
ولا بنتٌ سيوجِعُها التذكُّرُ
إن مَرَرْنا تحتَ شرفتها ولوَّحنا،
ولا ثوبٌ سيحملهُ الرواةُ
إلى أهالينا هناك ليبصروا
ولا بنتٌ سيوجِعُها التذكُّرُ
إن مَرَرْنا تحتَ شرفتها ولوَّحنا،
ولا ثوبٌ سيحملهُ الرواةُ
إلى أهالينا هناك ليبصروا
فبمَ التعللُ
خاننا الأصحابُ مُضْطَرِّينَ،
واختارَ الفضوليونَ سيرتنا
وأهْدَوْنا بجوفِ الليلِ
كاملَ ليلِهم وحديثهم
خاننا الأصحابُ مُضْطَرِّينَ،
واختارَ الفضوليونَ سيرتنا
وأهْدَوْنا بجوفِ الليلِ
كاملَ ليلِهم وحديثهم
لم نحتفظْ إلا بتذكرةِ الرجوعِ
ونحن نبحثُ عن مكانٍ صالحٍ للحزنِ،
عن لغةٍ نُرَبِّيها على أعرافنا،
عن فندقٍ
لا يشعرُ النزلاءُ فيه بأننا مُستوحشونَ،
ولا تُصَادِفُهُم مشاعرُنا الفقيرةُ
في المصاعدِ،
لا تحدِّثُهم ملامحُنا بأنَّا خائفونَ،
وأنَّ ضبَّاطَ الجماركِ فتَّشونا في المطارِ
وجرَّدونا من منازلنا ومن أشواقنا
ونحن نبحثُ عن مكانٍ صالحٍ للحزنِ،
عن لغةٍ نُرَبِّيها على أعرافنا،
عن فندقٍ
لا يشعرُ النزلاءُ فيه بأننا مُستوحشونَ،
ولا تُصَادِفُهُم مشاعرُنا الفقيرةُ
في المصاعدِ،
لا تحدِّثُهم ملامحُنا بأنَّا خائفونَ،
وأنَّ ضبَّاطَ الجماركِ فتَّشونا في المطارِ
وجرَّدونا من منازلنا ومن أشواقنا
لم نفتخرْ إلا بعزلتنا الوفيةِ
( فَقْدُنا هو مجدنا، وعراؤنا إيواؤنا)
( فَقْدُنا هو مجدنا، وعراؤنا إيواؤنا)
من كلِّ ذلك يا رفاقَ الملحِ
من زمنٍ يمرُّ على بقايانا مرورَ الحافلاتِ،
ومن بلادٍ ألقمتنا ما يسدُّ حنينا
من حزننا الشخصيِّ
من هذا الذي لا ينتهي،
من كلِّ ما قلنا، وما لم يحْتَمِلْهُ القولُ،
حرَّرْنا حناجرنا
وغنَّينا لكم .
من زمنٍ يمرُّ على بقايانا مرورَ الحافلاتِ،
ومن بلادٍ ألقمتنا ما يسدُّ حنينا
من حزننا الشخصيِّ
من هذا الذي لا ينتهي،
من كلِّ ما قلنا، وما لم يحْتَمِلْهُ القولُ،
حرَّرْنا حناجرنا
وغنَّينا لكم .