العاديُّونَ الذين لم يُوَقِّعُوا فى دَفتَرِ حُضورها
ولم يُوَقّعوا فى دفتر انصرافها
لن تحفلَ بهم الحياةُ
ولن يحتفىَ بهم الموتُ
سيموتونَ كما خَطَّطَ الموتُ تمامًا
ليس ثَمَّةَ من مفا جأةٍ
تجعلُ الموتَ يضربُ رأسَهُ بكفّيهِ
ويسقطُ مَغشِيًّا عليه من الدّهشةِ
كأن تُوهمَ الموتَ مثلًا
أن الحبالَ التى ابتعتها لا تَصلُحُ لصُنعِ مشنقة
وأنها بالكاد تصلح لتعليق نجفة
وأن الخنجر الذى تحتفظ به تحت الوسادة
ماهو إلا تميمة لإخافة الأشباح
كأن تقنعه مثلًا أنك فقط ستشارك الجموع الاحتفاء بالملك
ثمَّ لا تنكس رأسك حين يمر
فَيُؤمرُ بقطعها
مراّتى تعرف أننى أجيد الكلامَ
لكننى لا أمتلك الجرأة
لأموتَ كما أريد
فكم من الفرص السانحة أضعتُ
أنا واحدٌ من الذين يعرف الموتُ أنهم ليسو من الأهميّة
ليُشرّفهم بالحضور
ويكفى أن يُذكَرُ اسمُهُ ليموتوا