حمدي جابر
الشكوى
كَيْفَ الخُـــــــــــــــرُوجُ عَلَيكَ رَبًّا لَعْنَةٌ ...... وَمُكُوثُ ذُلٍّ صَاحَـــــــبَ العِصْيَانَ؟!
وَكَمِ اخْتَصَمْتُ مَـــــعَ العِبَادِ وَشَأْنِهِمْ ....... وَكَمِ احْتَمَلْتُ مَذَلَّــــــــةً وَهَوَانَا !!
فَلَقَدْ خَرَجْتُ عَلَى الخَلائِقِ مُذْ مَضَوا ....... أَبْنَاءَ جُحْدٍ وَطَّــــــــــــنَ البُهْتَانَ
فَرَأَيْتُنِي رَبَّ الخَــسَــــارَةِ كُــلِّـــهَــــا ...... وَبَنُو الجُــحُــودِ تَمَلَّكُـوا الأَوْطَـــانَ
بِدَمِيْ تُسَبَّحُ دُونَ شِــرْكٍ إِذْ تَــــرَى ...... وَفَمِي بآيِكَ لَا يَكُــــــــــــفُّ زَمَانَا
وَقَصِيْدَتِي نَصْرٌ لِحَــــــــــــــــدِّكَ بَيِّنٌ ....... وَتَوَجُّعِيَ خَلْــــفَ القَـصَائِــدِ بَانَ
أَيَكُونُ حَظِّيَ أَنْ أُعَـــــــــــذَّبَ هَكَذَا ........ وَدُعَاةُ شِـــــــــرْكٍ يَهْنَؤُونَ عَيَانَا؟!
إِنِّيْ بِحِبُّكَ قَدْ وُلِــــــــــــــدْتُ أَذُوقُـهُ ....... مِنْ غَيْرِ حُـــبٍّ عَـــــذَّبَ الوُجْدَانَ
فَسَلِ الأَحِبَّةَ هَــــــلْ يُشَابِهُ حُبَّهُمْ ........ وَسَلِ الحَشَايَا هَلْ تَنَاقَصَ شَانَا
إِنِّيْ أَبُثُّ لَكَ الشِّكَــــــــــــايَةَ دَامِعًا ........ وَلَكَمْ تَوَحَّدَ بالدُّمُـــــــــــوعِ لِقَانَا
فَلَكَمْ تَسَاقَطَتِ الضُّلُـــــوعُ تَــمَـــزُّقًا ...... والهَـــــــمُّ كَسَّرَ أَعْظُـــــمًا وَبَنَانَا
والصِّبْرُ عَزَّ عَلَى الفُـــــــــــؤَادِ وَعَافَهُ ...... والكَونُ هَمَّ وَلَمْ تَـــــــــزَلْ دُنْيَانَا
لَكَ الحَيَاةُ كَمَا تَشَـــاءُ تَسُـــوقُــهَـــا ...... إِمَّا عَذَابًا أَوْ تُسَــــــــــــاقُ جِنَانَا
إِنْ لَمْ يَكُنْ غَضَبًا عَلَيَّ فَـــــلا أُبَالِي ....... إِنْ هَلَكْتُ مُعَــــــــــــذَّبًا إِنْسَانَا