إعلان

الرئيسية » » باقٍ فى زوالى شعر : محمد دياب

باقٍ فى زوالى شعر : محمد دياب

Written By Unknown on الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 | 11:07 ص

باقٍ فى زوالى
شعر :
محمد دياب



ذاتَ يومٍ قلتُ للأرضِ : تعَالَى
واخلعِى جسمَكِ منْ جسمِى
وسيرى منْ طريقى
ثمَّ أعلنتُ عنْ الطينِ انفصالى
.
قامَ طينُ الأرضِ فِى حزنٍ وصلَّى
صعدَ المنبرَ منْ غيرِ اغتسالٍ
حمدَ اللهَ - تعالَى -
ثمَّ صلَّى وتوالَى
ثمَّ نادى باغتيالى
.
لمْ يجدْ حبرى ولا ورقى
ولا قلمى ولا نصِّى
ولا سيفى ولا كفِّى ولا خوفى
ولا رجعَ امتثالى
.
قامَ فى حشدٍ كبيرٍ يومَ عيدٍ ثمَّ نادى :
جردوهُ واسحلوهُ مثلَ : شاةٍ أوْ خروفٍ
واصلبوهُ فوقّ جذعٍ من حديدٍ ونحاسٍ
وأنا جلدٌ على عظمٍ أغنِّى مثلَ ريحٍ فوقَ ريحٍ
حافيًا أمشى على رأسى
ورأسى فى نعالى
.
وأنا عودٌ حزينٌ منْ حطبْ
كلّ ذنبى أننى
قدْ متُّ عشقًا فى شرايين الأدبْ
لمْ أعشْ كالناسِ جنبَ الحائطِ المحنىِّ
لمْ أسكتْ ولمْ أمشِ بحالى
.
حرضَ الأزهارَ ضدِّى ثمَّ نام
حرضَ الأشجارَ ضدِّى واستراح
حرضَ الأحجارَ ضدى واختفى
حرضَ الشارعَ ضدِّى واشتفى
أهدرَ السنطُ دمائى ثمَّ نادَى بقتالى
.
غابتِ الأرضُ عن الأرضِ وغبتُ عنْ جنونى
قطَّعوا أشلاءَ روحى .. سحبوا الطاقةَ منى
غابتِ الشمسُ عن الشمسِ وغبتُ عنْ غيابى
وأنا أمشى وحيدًا فى خرابى
ثمَّ أكملتُ و أتممتُ اكتمالى
.
ياشجيراتِ اتصالى ياأعاصيرَ انفصالى
الرصاصُ الآنَ منْ فوقى ومنْ تحتى
يمينى عنْ يسارى منْ ورائى وأمامى
وأنا ماضٍ أشقُّ الصخرَ فى بحرِ الرمالِ
.
فجَّرَ العشقُ صراعى
كتمَ الغولُ مقاماتى وأشجارَ دواتى
صادرَ الوحشُ يماماتى ولمْ يعبأْ بشىءٍ
ثمَّ حلَّى بعصافير مقالى
.
قامت الغربانُ سرًا
ثمَّ نادتْ باحتلالى
لمْ أعدْ أتركُ طينى
وإلى الشعرِ عقدتُ العزمَ
شُدِّى يا يدِى الحرفَ
وكونى لى رفيقًا فى رحالى
.
ياجيوشُ الحبرِ صبرًا
كى أصدَّ القادمينَ القادمين
إنهمْ جاؤوا أراهم قادمين
سوفَ نفنى فدعونى
قبلَ أنْ أبدأَ محوى واقتتالى
.
ياعيونى ياضميرى
ياضميرىي ياعيونى
يانصوصى
أنتمُ الآنَ جنودى وجبالى
وعلى اللهِ اتكالى
.
رحمَ اللهُ نصوصى
رحمَ اللهُ يدىّ
كيفَ أوصتْ باحتمالى ؟
رحمَ اللهُ خيالى
عاشَ إنسانًا وحيدًا فى خيالى
.
سرتُ عشقًا مثلما عودتُ نفسِى
خارجًا للفجرِ منْ قبلِ الآذان
كى أصلِّى ركعتينِ .. ركعتين
وحضنتُ النورَ فى وجهِ عيالى
.
داخلاً محرابَ ذاتى
مثلما دومًا أصلِّى
حطَّ طاعونُ اللِّحى قنبلتين
دمِّرَ المحرابُ لكنْ لمْ أمتْ
كانَ "جبريلُ" معِى يعرفُ حالى
.
فلِمَ جاؤوا إلىّ قاصدينَ اليومَ ذبحى ؟
و لِمَ قرروا حرقى ؟
و لِمَ قرِّرَ إنهاءَ وجودى ؟
بعدَ أنْ خبأتُ فِى الحبرِ جمالَ البنتِ حتى
لا يُرَى فيها جمالى
.
أنا منْ عشرينَ عامًا
وأنا وحدِى بعيد
عنْ ترابِ الأرضِ وحدِى
حيثُ قررتُ اعتزالى
.
يا إلهَ الكونِ يا ربُّ أجبنى
يا إلهَ العالمين :
أنتَ لمْ تخلقْ شبيهًا لِى
ولمْ تخلقْ مثالى
.
لستُ أفنى مثلَ كلِّ الناسِ باقٍ فِى زوالى
أنا باقٍ فى زوالى
يا كمالَ اللهِ زدنِى فى كمالى
يا كمالَ اللهِ زدنِى فى كمالى ..!.
-
القاهرة - الهرم- 2002م.
محمد دياب
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4