عيناك
عيناك في هذا الظلام أنيستي
والموج يمنح هدأتي سر الصفاءْ
وأصاحب الليل الخجول
وأرتوي من دفء بحرك
لا أملّ من ارتواءْ
قالت سماؤك للفؤاد : النور
ردّ معانقا فجر الرؤى:
طوبى لمن منح الضياءْ
ضلّت خطاي الدرب بعد بعادنا
وأعادني نور اصطفاء الروح
للنبض المسافر في الوفاء
يا مرهف الإحساس يا قلب الحبيبة
ها أنا أفدي رؤاك
فهل فتحت على المدى
باب الرجاءْ ؟
قال الرواة : القلب مفتتح الرؤى
رد الفتى :
يا أنت يا وطن الجمال
أنا الغريب بلا احتواءْ
قال المريد :
الصمت مفتاح الكلام
وما تريد بلا عناءْ
قال الفتى : الصامتون أولي النهى
عبروا المضيق
ورتّلوا ورّد البهاءْ
وأنا قرأتك نخلة
وغمامة
وحنان دفء
والهديل
و ما حكى دمع البنفسج
للندى فجر اللقاءْ
قال الفتى ...
عيناك ورد صبابتي
والأقحوان مسطّر في النبض
يتلو ثورة الأشواق
يرنو للسماء
عيناك فاتحة الولوج إلى السماء
فهل أزف القلب للعرش البهي
وأرتوي من سحر بحرك و الغناءْ؟
غنّي لقلبي
والخلايا
واسمعي لحني يردد للمدى
ورْد العيون
وما تيسّر من صفاءْ
عيناك قمح وضاءتي
والنيل في قلب الغريب
يسائل الخطو الشريد عن الرحاب
وما تمنّى من سخاءْ
قال الفتى :
عيناك أغنية النسيم
إذا تصالح و الدروب
وعانقوا أشجار وجد
هزّها صدق الغناءْ
رقصت بعينيك الزهور
وأشرقت كل السنابل
ما رأيت سوى الجنان
وعالم الأحلام
قل في البحر ما شاءت حروفك
أو تشاءْ
قال العبير لموجهن :
أنا المكلل بالبنفسج
مالذي نقش الحنين
وصادق الأصداف
أزرى بالعناءْ ؟
الموج قال : عيونها
ردّ العبير : عيونها
سبحان من ألقى عليها الحسن
أعلنها المليكة
يستحي منها الحياءْ
الموج غرّد والنوارس هالها
صدق الشطوط إذا تبدّى
في الرحاب القلب
يستبق الخطى نحو اللقاءْ
قال الفتى :
الخصب مفتتح السهول
ودوحتان
و أيكة
فاضرب بسيفك
لن ترى غير النماءْ
دلتا من الخصب الجموح
وفي العوالي شامخ
سكن اليمام
و أشعل الأحلام في نبع السخاءْ
أنت انتصار الفجر في ليل الندى
وأنا ابن دفئك
ما سكبت على الروابي غير حب
فاض ماءْ
نحن امتزاج الروح
بالألق السخي
ولم نزل نبني السماء
بما يليق من الهدى
ونرد أشرعة الشقاءْ
ونعيد هدهدة الأماكن
والزمان بلا حدود ساهر
نسي الفصول
ودورة الأيام
وارتشف الجنون وما يشاءْ
طوبى لقلب العاشقين
تضوّعوا بالنور
والوجد المحلّق
أشعلوا فيض الرجاءْ
