نصف يوم فائق الجمال، يرسل الأغاني إلى مكامن الذاكرة البعيدة التي لم يمسها ألم، قبل انحسار الشغف تأتي هجمة الوجع ، في الحلم تحضن طفلًا ليس ابنها أو ابن أي شخص، لكنه يناديها ماما، تستجيب لنداء لا يقصدها، تدور بجسدها كاملًا على العشب كي تُضحِك أطفال الآخرين، الدماء تختبيء، الزوجة الجديدة غير متأكدة إن كان زوجها سيحضنها أم لا، اليقظة لا تأتي أبدًا .
أجد نفسي داخل رعب قديم يتجدد، الأسماء تضيع، والتليفون ينصهر من الألم، المستشفى تنمو داخل البيت، أمي التي أكرهها تتضاءل، وأمي التي أحبها تستيقظ بعد تركيب المحاليل، الحياة تئن وأنا أغادر حياة لا أحسن رسمها، الكيس الأسود ينتفخ ببطء والعينان تتبعان الأمل، سنستيقظ يا أمي داخل حياة أخرى تكونين فيها طفلة وديعة وأنا أختك الكبرى التي تضحك معك
.....
من ديوان ( نسيج يستيقظ) لغادة خليفة
يصدر قريبًا
