حمدي جابر
ثَمَنُ النُّبُوَّةِ
مَا كَانَ حَظَّكِ فِـــــيْ الأُمُومَةِ آخَرٌ ...... أَوْ كُنْتُ أُمِّيَ دُونَ جَنْبِكِ مُحْضَرَا
أَنَا مَا وُلِــــدْتُ لِكَيْ أَكُونَ مُهَمَّشًا ..... لَكِنْ وُلِـــدْتُ لِكَيْ أَكُونَ القَيْصَرَا
كَمْ خَاصَمَتْ جَبْيَّ كُـــــلُّ سَعَادَةٍ ..... حَتَّى إِذَا نَظَر العَـــــــــذَابُ تَأَثَّرَا
وَإِذَا صَرَخْـــــتُ بِذَا كِتَابِيَ فَاقْرَؤوا ..... حَدَّ الضَّلالُ عُيُونَ قَومِيَ واعْتَرَى
إِنِّيْ لَأَحْمِلُ لِلْعَـــــــــــذَابِ عَدَاوَةً ..... وَكَــــــذَا لِقَلْبِيَ ذَا العَذَابُ تَنَمَّرَا
فَلَكَمْ ضَجِرْتُ مِـنَ القَصِيْدَةِ والدُّعَا .... وَقَضَاءُ شِعْرِيَ أَنْ أَمَــــلَّ وَأَضْجَرَا
مَا كَانَ يُرْهِقُـنِـيْ السَّبِيْلُ مَشَقَّةً .... إِلَّا شَقَاءٌ مِــــــــــــنْ عُيُونِكِ دَمَّرَا
يَفْدِيْكِ عُمْرِيَ مَا المُصَـابُ تَخَيُّرِيْ ... هَلْ شَـاءَ إِنْسٌ أَو تُــــــرَاهُ تَخَيَّرَا ؟
ثَمَنُ النُّبُوَّةِ أَنْ يَعِيْــــشَ مُحَاصَرًا .... مَنْ حَـــــارَبَ اللَّيْلَ المُقِيْمَ وَبَشَّرَا
ثَمَنُ النُّبُوَّةِ أَنْ يَــعِــيْـشَ مُطَاعَنًا ... مِنْ جَنْبِ أَهْلٍ مَنْ تَحَمَّلَ واشْتَرَى
مَا نَفْعُ شَكْوَاهَا النُّبُوَّةُ إِنْ مَضَىْ ..... حُكْمُ السَّمَاءِ عَلَى النَّبِيءِ مُقَدَّرَا ؟!
سَيَجِيءُ يَــوْمٌ تَفْرَحِيْنَ بِنُصْرَتِيْ ..... هُوَ يَـــــــــومُ حُبِّكِ فَارْقُبِيْهِ مُصَوَّرَا
إِنْ خَانَنِيْ الأَحْبَابُ كُـــــلَّ تَعَوُّذٍ ..... فَدُعَاءُ دَمْــعِــكِ كَــــــانَ نَصْرًا أَكْبَرَا
وَلَسَوفَ تُنْصِفُنَا السَّمَـاءُ فَآيَتِيْ ..... وَطَنٌ أُقَاتِلُ كَيْ يَكُـــــــــونَ مُحَرَّرَا