إعلان

الرئيسية » » في تمشية | هرمس

في تمشية | هرمس

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014 | 6:51 ص

في تمشية، خارج ذاتي، ذهبتُ للبحر، وكان مملوءا بالشجر، كل شجرة تدلت من أغصانها خصلات شعر طويلة، بآخر كل خصلة ربطت قارورة وفي كل قارورة كانت رسالة لي، مكتوبة بلغة لا أقرؤها.

ومتهاديا على الساحل رأيت شكلي يغرق بعيدا، ورأيتُ مجموعة من الأعمدة الرخامية على الرمل، بينها كان حوضان من الرخام مملوءان بمرآة غاضبة وذائبة، وشكلان بوجهين نحاسيين، ورأسين صلعاوين، و لحيتين شقراوين، طويلتين، مضفّرتين، كانا يتبادلان في خطوة مجيدة، الموقعين بقرب الحوضين، ساحبين المرآة الذائبة بإشارات لطيفة من أيديهما، وأنظر! البحر مدّ و جزَرَ حسب حركة المرايا.

حدث كل هذا عندما جلس ذئب الليل على السماء، حدث كل هذا عندما طار طير القمر من صدر الذئب لصدري

ظللتُ أمشي و القمر كان حارًا في صدري، و تركت خطواتي آثارا مليئة بملح غامض على الرمل. مشيت حتى وقف الذئب و نفض النجوم عن بدنه و اختفى في الشرق.

وعندما تفتحت الزهرة في الشرق كان العالم يثغثغ إسما للهواء لم أٍسمعه من قبل، كان كسيف و كان كتمشية وحيدة على الساحل وكان رائقا كالعيون.

بحلول هذا الوقت كان البحر مشتعلا، و ركضت عائدا لربّي الموج و كانا غرابين و كان الحوضان فارغين وممتلئين.

بدأت أشجار البحر في الطيران إلى الرماد، والقوارير طفت مع المد، فالمد كان عاليا، وكان نواح يثقب الهواء.

حين عاد لي البحر عاد مع النوم، والنوم كان ممسكا بنايه، سائقا الأسماك إلى الشط.

بعد المد أتى الجزر، والأسماك كانت ميتة على خطواتي.

وعندما وقف الشط، كان بنتًا، وإسم البنت كان لؤلؤا يتدحرج عائدا إلى البحر.

والبحر الذي بلا شط كان سفينة تغرق.


التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4